أوباري – ليبيا / ووتش عربي
أختتم مساء الاثنين في مدينة الغريفة باوباري الليبية فعاليات الدورة الرابعة لمهرجان الفنون والتراث، والذي جاء تحت شعار “بماضي الزمان نحيي المكان”.
وحظت النسخة الرابعة من المهرجان التراثي بالغريفة على حضور واسع من كافة انحاء ليبيا، وبمشاركة ضخمة من الفرق الشعبية والجمعيات المهتمة بالثقافة.
وخلال أيام المهرجان أقيم معارض متعددة لعرض الأشغال اليدوية والحياكة ورسوم الأطفال، وكذلك معرضا لمنتجات الأسر من الأكلات الشعبية والفواكه، بجانب معارض المقتنيات الشعبية والتراثية.
كما عرض عشرات اللوحات التي جسدت فن أهالي الجنوب الليبي، واللباس التقليدي لأهالي فزان، كما ألقيت كلمات للترحيب وتعريف الأجيال الحالية بتاريخ الأجداد والتعايش بموروثهم الثقافي.
وكان المهرجان قد انطلق يوم السبت الماضي بمدرسة عمر بن الخطاب للتعليم الأساسي واستمرلمدة ثلاثة أيام.
وتضمن اليوم الاول افتتاح المدينة القديمة، وندوة للتعريف بمدينة الغريفة، وعروضا للفروسية والخيول.
وتخلل ثاني ايام المهرجان حفل تكريم للطلاب الأوائل بمرحلتي التعليم الأساسي والثانوي للعام الدراسي 2019 / 2020 بمحلة قراقرة ببلدية الغريفة، بحضور مسؤولي قطاع التعليم ببلديات وادي الحياة.
بينما شهد الختام تكريم وتوزيع شهادات على المشاركين من الجمعيات والأفراد الذين كان لهم دور في ظهور المهرجان بأفضل صورة.
مهرجان ثقافي بمكسب سياسي
وفي ذلك الاطار يقول الخبير السياسي الليبي محمد الزناتي لموقع ووتش عربي ان كان مهرجان الغريفة بدورته الرابعة المميزة ذو طابع ثقافي اجتماعي بحت، إلا أنه ترك مردود سياسي وطني رائع في نفوس كافة أبناء الجنوب الليبي.”
ويضيف الزناتي، فمهرجان الغريفة مثل في نسحته الحالية نافذة لقاء مباشر بين أبناء المدن الليبية من الشرق والغرب مع أهل الجنوب، بعيدا عن مواقع التواصل الافتراضي، التي كان يشغل أغلبها لجان الكترونية بثت الكراهية والتطرف بين أبناء الوطن الواحد.”
وتابع، فمثل تلك الفاعليات ذو الطابع الجماهيري الحاشد باتت ملتقى بين أبناء ليبيا، ونقطة تواصل لاهل الجنوب مع باقي المدن الليبية، خاصة وان الجنوب الليبي تضرر كثيرا من التهميش لعقود.”
وأستطرد: “واليوم تأتي تلك التظاهرة الثقافية بنكهة سياسية كي يظهر الجنوب الليبي على سطح الاحداث مجددا، وما يعكس رغبة أهل الجنوب الحضور بالمعادلة الليبية، كم الحشود التي حضرت للمهرجان من كافة قرى ومدن الجنوب بلا إستثناء.”
وأوضح الزناتي، قد لا يعرف من هو خارج ليبيا شئ عن مهرجان الغريفة بحكم أنه حديث العمر، ولكن بات ذلك المهرجان المنصة الاولى لأهل الجنوب، ولنا في كم الحاضرين للمهرجان دليل واضح، وبات كرسالة منهم لكل مسؤول في الدولة، بضرورة الاهتمام بالجنوب الليبي في المرحلة القادمة، بعد أن دفع أهل الجنوب فواتير مضاعفة، جراء التهميش تارة والإرهاب تارة أخرى.”
القرية التراثية كلمة السر
وفي ذلك السياق يقول مصطفى الرواف أحد القائمين بالمهرجان لموقع ووتش عربي، برغم قصر عمر المهرجان الذي لم يمر عليه نسخ سابقة سوى ثلاث دورات فقط، إلا انه ترك مردود إيجابي في نفوس الجميع، ومن هنا جاء نجاح الدورة الرابعة الحالية، وإقبال الجمهور عليه، برغم المخاوف بسبب جائحة كورونا.”
ويضيف الرواف، ومن أبرز ما جاء بالدورة الحالية من المهرجان هو افتتاح “القرية التراثية” بالقرية القديمة التي تم ترميمها مؤخراً استعداداً لاستقبال المهرجان، بعد أن شهدت القرية أبرز الفعاليات.”
وأوضح الرواف، أقيم بـ “القرية التراثية” عروض شعبية للعادات والتقاليد القديمة للمنطقة، وعروض للفرق الفنية المشاركة بالمهرجان وكذلك عروض للمقتنيات والصناعات التقليدية والسعفية القديمة، وهو ما أنعش حالة الزخم في المهرجان، وجعل من القرية التراثية كلمة سر الدورة الرابعة من المهرجان.”
وأستطرد: “كما أقيم بالقرية التراثية أيضا بازار شعبي لبيع بعض الصناعات والمنتجات التقليدية للأسرة المنتجة المشاركة في المهرجان، واضفت طابع خاص على نسخته الحالية.”
مهرجان ناجح ودورة قادمة استثنائية
ويقول عبد الفتاح عمار أحد المشاركين بالمهرجان لموقع ووتش عربي، بأن أبرز ما جاء بالدورة الرابعة من مهرجان الفنون والتراث بمدينة الغريفة، هي مشاركة المعارض من مناطق متفرقة من سائر انحاء ليبيا، وفي مقدمتها سبها وغات وطرابلس وبنغازي.
ويضيف عمار، كذلك كثافة الحضور رغم جائحة كورونا، وهو ما يعكس رغبة الجمهور في مثل تلك الفعاليات الفنية والثقافية والتراثية، في ظل إقبال قطاع كبير من الشباب والاطفال على المهرجان.”
وتابع، ويحسب لكافة المشاركين في المهرجان على مدار الأيام الثلاثة روح التعاون والعمل الجماعي، والرغبة في الظهور بأفضل شكل ممكن.”
وكشف عمار، ان كل من عمل بالدورة الرابعة للمهرجان وكان سبب في نجاحها تعهد بان تكون الدورة القادمة أكثر تنظيما ونجاحا، وأكثر مشاركة من الجمعيات والشركات من الدورات السابقة، بعد أن صار للمهرجان أسم معروف وثقة متبادلة مع جمهوره.”
التراث يحيي الحضارة والفن يعمق الانتماء
وبين محمد منصور أحد المشاركين في المهرجان بالاعمال واللوحات الفنية لموقع ووتش عربي، أن مثل تلك الفعاليات الثقافية والانشطة السياحية، تنمي بداخل أبنائنا روح الانتماء والمعرفة بتاريخ ليبيا واسرار تراثها متعدد الاشكال ما بين عربي وافريقي وامازيغي.”
ويضيف منصور، فأن كانت الحروب والمصالح الشخصية والجهوية فرقت أبناء الوطن الواحد، فالفن عبر رسالته السامية يمكن ان يوحد كل هولاء معا.”
وتابع منصور، فاللوحات الفنية والملابس التراثية التي عرضت من أطفال في الدورة الرابعة من المهرجان، تؤكد ان ما يجمع أبناء القبائل الليبية أكبر بكثير من أي شيء، وتلك هي رسالة الفن الحقيقي.”
وأستطرد: “لذلك كان المهرجان عند حسن ظن كل فرد واسرة شاركت في عرض منتجاتها سواء كانت فنية أو منتجات صناعية أو غذائية.”