أحمد عيادي / رام الله
أمام دعوات الفوضى والعنف المتفرّقة، تواصل الأجهزة الأمنيّة المختصّة في رام الله مجهوداتها لفرض الاستقرار والعمل على تعزيز خططها الأمنيّة الاستباقيّة تحضّرًا لأيّ عمليّات تخريبيّة محتملة بالضفة الغربيّة.
وتحرص السلطة الفلسطينية برام الله على توفير مناخ من الأمن والاستقرار للفلسطينيّين استعدادًا للانتخابات القادمة، والتي من المنتظر أن تكون حاسمة لعديد من الملفات الفلسطينيّة التي تعطل أمرها على مدار السنوات الماضية سواء كان هذا على الصعيد السياسي او الاقتصادي.
كما تعمل السلطة برام الله على تعزيز مناخ الحريّة السياسيّة، ومنها حريّة التنظّم وحريّة التعبير عن الرّأي، استجابة للمنشور الذي أصدره الرئيس الفلسطينيّ محمود عبّاس، والذي أكّد فيه على ضرورة فتح المجال أمام جميع الفلسطينيّين للتعبير عن آرائهم بكلّ حريّة، واختيار ناخبيهم بناء على مبادئ النزاهة والشفافيّة.
وقد أشاد العديد من المنظمات العربية والمؤسسات الدولية بالمجهودات التي تبذلها السلطة الفلسطينيّة عبر الدّفع في اتجاه توفير الظروف الملائمة لإنجاح عملية الانتقال الديموقراطيّ.
وفي هذا الإطار تبذل قيادات حركة التحرير الفلسطينيّ “فتح” مجهودات استثنائيّة من أجل توحيد صفوفها الداخليّة، لخوض الانتخابات المقبلة بقوائم موحّدة يلتف حولها أكبر قدر ممكن من أبناء فلسطين عبر توافقات وطنيّة واسعة، تغلب مصلحة الوطن على أي مصلحة حزبية أو شخصية.
فتسعى حركة فتح للفوز في الانتخابات المقبلة بأغلبيّة مريحة، مما يجعلها تستبعد سيناريوات غير مرغوب فيها داخليا وخارجيا، وأبرزها فوز حماس في الانتخابات المقبلة، وهو ما قد يضع فلسطين أمام مأزق دوليّ وإقليميّ، وقد تجد الضفة الغربيّة حينها في وضع شبيه بوضع غزّة حين تولت حماس الحكم فيها عبر إنقلاب 2007م.
كما من المرجّح أن ترفض جهات دوليّة نافذة الاعتراف بنتائج الانتخابات في حال فوز حماس، لأنّها حركة ذات تصنيف إرهابيّ في عدد من دول الأوروبيّة الكبرى، وكذلك في الولايات المتحدة الأمريكية.
ومن المعلوم أنّ قطاع غزّة يعيش الآن حصارًا كبيرًا يعود إلى رفض حركة حماس للتعامل مع بعض الجهات الإقليمية والدوليّة، بالتزامن مع تحفظ العديد من دول المنطقة في التعامل مع حركة حماس.