أحمد عيادي / رام الله
تتابع وسائل الإعلام العربية والدولية مستجدّات الساحة السياسيّة الفلسطينيّة عن كثب، حيثُ تعيش الضفة الغربيّة وقطاع غزّة أجواء انتخابيّة لم تمر عليها منذ 14 عاما تقريبا، إذ من المقرّر أن تجري فلسطين انتخابات عامّة في منتصف العام الجاري.
وفي هذا الإطار تجري حركة التحرير الفلسطينيّ “فتح” سلسلة من اللقاءات والمشاورات، حيث تناقش قيادات الحركة الخيارات المتاحة أمامها والمتعلّقة بالانتخابات القادمة.
هذا وتُجمع قيادات الحركة على ضرورة توحيد الصفّ والتوجّه إلى الانتخابات المقبلة في قوائم فتحاويّة موحّدة، وأنّ أيّ دعوة للانشقاق عن الحركة هي دعوة صريحة لضرب الوحدة الوطنيّة، وفيها مسّ من المكتسبات النضاليّة التي راكمتها الحركة طيلة سنوات النضال ضدّ الاحتلال الإسرائيلي.
وتشير مصادر مطّلعة من داخل الحركة أنّ هناك توجّها عامّا نحو تجميع الطّيف الفتحاويّ الواسع في إطار الانتخابات المقبلة، ويأتي هذا من باب إيمان القيادات الفتحاويّة بضرورة الفوز في الانتخابات التشريعية القادمة من أجل تجنّب سيناريو غزّة الذي تسببت فيه حركة حماس بطريقة مباشرة أو غير مباشرة.
من ناحية أخرى، تواصل الدبلوماسيّة الفلسطينيّة مجهودات كبيرة على الصعيد الخارجي لافتكاك اعتراف دوليّ بحقوق الشعب الفلسطينيّ، حيث تبذل حركة فتح في ذلك مجهودات كبيرة بدعم من الأشقاء العرب، وفي المقدمة جمهورية مصر العربية والمملكة الأردنية الهاشمية.
وهو ما تجلى في اللقاء الثلاثي الذي جمع وزراء خارجية مصر سامح شكرى، والأردن أيمن الصفدى، وفلسطين رياض المالكى صباح الأربعاء 3مارس الجاري بالعاصمة المصرية القاهرة.
وهو اللقاء الذي تناول تطورات الأوضاع على الساحة العربية والقضية الفلسطينية، وسبل إعادة إحياء مسار المفاوضات، وصولا إلى إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة.
ومن نتائج هذه المجهودات الفلسطينية العربية المسبقة البيان الذي أصدرته دول أوروبا وفي مقدمتها فرنسا واستونيا وايرلندا والمملكة المتّحدة والنرويج الأسبوع الماضي، والتي دعت فيه سلطات الإحتلال إلى وقف اعتداءاتها الأخيرة على بعض القرى الفلسطينيّة في الضفة الغربيّة.
حيث أكدت تلك الدول في ختام دورة مجلس الأمن الأسبوع الماضي بأنها تشعر بقلق بالغ إزاء عمليات الهدم ومصادرة الممتلكات التي قامت بها إسرائيل مؤخرا، وهي العمليات التخريبية التي طالت منشآت ممولة من الإتحاد الأوروبي والجهات المانحة في حمصة البقيع في غور الأردن.
وفي هذا الإطار، أعرب مبعوث الأمم المتحدة إلى المنطقة النروجي تور وينسلاند، عن قلقه أمام مجلس الأمن من عمليات الهدم والمصادرة التي تشنها قوات الاحتلال الإسرائيلي ضد القرى الفلسطينية.
قائلا: “إن إسرائيل هدمت أو صادرت 80 مبنى في التجمع البدوي الفلسطيني في حمصة البقيع بالأونة الأخيرة وهو ما يبعث القلق لدى المجتمع الدولي جراء ما يحدث من إنتهاكات ضد الفلسطينيين بصفة مستمرة”
وأضاف تور وينسلاند، “أحث إسرائيل على وقف هدم ومصادرة الممتلكات الفلسطينية في جميع أنحاء الضفة الغربية المحتلة، بما في ذلك القدس الشرقية، والسماح للفلسطينيين بتطوير قراهم.”