أدانت المنظمة العربية لحقوق الإنسان، إصرار نظام أديس أبابا على الاستمرار في احتلال ميليشيات إثيوبية للأراضي السودانية، والدفع مؤخراً بتعزيزات من الجيش الإثيوبي النظامي لمواجهة الجيش السوداني داخل أراضيه لمنع القوات السودانية من استعادة أراضيه التي تحتلها الميليشيات الإثيوبية.
وقالت المنظمة إنها تتابع ببالغ القلق الاشتباكات المتواصلة بين الجيشين السوداني والإثيوبي في منطقتي الفشقة الصغرى والفشقة الكبرى في السودان، والتي أوقعت خسائر بشرية كبيرة بين الجيشين وفي صفوف المدنيين السودانيين منذ مارس/آذار الماضي.
وأضافت: يتفاقم القلق إزاء العدوان الإثيوبي الذي يأتي رغم مبادرة حكومة السودان بالسعي لمعالجة الأزمة سلمياً عبر الزيارة التي قام بها رئيس الوزراء السوداني السيد “عبد الله حمدوك” إلى أديس أبابا في ديسمبر الماضي والحث على حوار يؤدي لضمان سحب الميليشيات الإثيوبية لتشكيلاتها من المناطق السودانية ووقف انتهاكاتها المتنوعة بحق المزارعين السودانيين، والتي شملت الحق في الحياة والسلامة الجسدية والآمان الشخصي وعمليات تهجير قسري للسكان السودانيين من أراضيهم وديارهم.
وتعرب المنظمة عن خشيتها من انزلاق الصراع إلى حرب شاملة في ضوء إصرار الحكومة الإثيوبية على خرق القانون الدولي والعدوان على الأراضي السودانية واحتلالها، في استغلال واضح للمصاعب التي يمر بها السودان خلال الفترة الانتقالية الراهنة عقب ثورة ديسمبر/كانون أول 2019، ومن شأن استفحال الاشتباكات المتواصلة أن تشكل تهديداً للسلم والأمن الإقليمي والدولي في ضوء الخلافات العميقة الأخرى حول الآثار المدمرة للسد الإثيوبي على السودان.
وتنظر المنظمة بعميق القلق لسلوك قوات الجيش الإثيوبي في تكرار جرائم الحرب والانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان التي ارتكبتها تلك القوات في إقليم التيجراي بإثيوبيا مؤخراً، والتي وقع بعض أنماطها بحق السكان السودانيين المحليين في منطقتي الفشقة، ودفع بنحو 100 ألف إثيوبي للجوء إلى السودان، وتقديرات بمقتل عشرات الآلاف في الإقليم.
وتدعو المنظمة كل من مجلس الأمن الدولي ومجلس السلم والأمن الإفريقي للاضطلاع بمسئولياتهما في وقف الاشتباكات والحيلولة دون الانزلاق إلى حرب شاملة وضمان سحب القوات الإثيوبية المحتلة من الأراضي السودانية واحترام الحدود الدولية.