دعت أمينة بوعياش رئيسة المجلس الوطني لحقوق الإنسان في المغرب، إلى تشكيل شبكة إفريقية للوقاية من التعذيب، بهدف الوصول إلى صفر تعذيب وصفر معاملة مهينة لكرامة الإنسان في المناطق المحرومة من الحرية، وشددت على ضرورة تعزيز التعاون في هذا المجال على مستوى القارة، خاصة في ظل جائحة كورونا.
وقالت بوعياش -خلال افتتاح أعمال الندوة الإقليمية التي نظمها المجلس عن بُعد، بعنوان: “الآليات الوطنية الإفريقية للوقاية من التعذيب: الفرص والتحديات خلال جائحة كوفيد-19 وما بعدها”-، إن المجلس من خلال آليته الوطنية للوقاية من التعذيب، مقتنع بضرورة تعزيز كفاءة وفعلية آليات الوقاية من التعذيب في ممارستها اليومية لمهامها، وتطوير مستوى التنسيق فيما بينها من أجل التغلب على التحديات المطروحة، والتي تفاقمت بفعل الجائحة.
وأكدت اقتناع المجلس و”جمعية الوقاية من التعذيب” بأن تطور الجائحة من أزمة صحية إلى أزمة متعددة الأبعاد لا تفتأ تختبر مجموع الأنظمة الوطنية والدولية لحماية حقوق الإنسان، رغم أنها مكنت أيضا من إتاحة إمكانية التفكير في الآليات التشاركية وفي أجوبة فعالة ومناسبة في حالات الأزمات مجهولة المسارات، معبرة عن اقتناعها بأن هذا اللقاء سيساهم في تعزيز فهم التحديات والفرص العديدة الناجمة عن الجائحة في قارتنا، وسيساعد على تعزيز أواصر التعاون والتشاور بين الفاعلين في هذا المجال.
ومن جانبها، أكدت سوزان جبور، رئيسة اللجنة الفرعية لمنع التعذيب (SPT)، ضرورة تمكين الآليات الوطنية الإفريقية للوقاية من التعذيب من الإمكانيات الضرورية للقيام بمهامها خلال ولايتها الحالية وفي ظروف الجائحة. كما دعت هذه الآليات الوطنية إلى ترصيد ما حققته من إنجازات خلال عمليات الرصد التي قامت بها، رغم ظروف الجائحة، والعمل على تبادل الخبرات بينها لتطوير أدائها في المراحل المقبلة. منبهة، إلى تمكين نزلاء أماكن الحرمان من الحرية من حقهم في التلقيح.
ومن جهته ذكّر محمد بنعجيبة منسق الآلية الوطنية للوقاية من التعذيب، بالزيارات التي قامت بها الآلية، منذ نهاية أبريل 2020، والتي بلغ عددها 16 زيارة ميدانية لمؤسسات سجنية بكل من تطوان وطنجة والداخلة وبويزكارن والعيون، ومركز لحماية الطفولة بالدار البيضاء، ومراكز الشرطة بكل من الرباط والدار البيضاء والداخلة والعيون، ومراكز الدرك الملكي بالداخلة وكلميم، ومركز إيواء المسنين بسطات، حيث روعي في اختيار هذه الأماكن التوزيع الجغرافي ونوع الفئات المحرومة من الحرية.
وأوضح بنعجيبة أن هذه الزيارات، التي تم إعداد تقارير بشأنها، تهدف إلى الحد من الممارسات التي قد تؤدي بشكل مباشر أو غير مباشر إلى التعذيب أو سوء المعاملة، والتحقق من مدى إعمال التدابير الوقائية التي أوصت بها السلطات لمواجهة الجائحة، ومدى ملاءمتها مع توصيات الآليات الدولية.
أما باربرا بيرناث، الأمينة العامة لجمعية الوقاية من التعذيب، فقد أكدت أن الآليات واصلت رصد وزيارة أماكن الحرمان من الحرية علما أنه تنتظرها مهام جسيمة في ظروف الجائحة لمعرفة ما يقع داخل هذه الأماكن، داعية إلى تقوية جبهة الوقاية من التعذيب في القارة الإفريقية.
ومن جانبهم، أجمع ممثلو الآليات الوطنية للوقاية من التعذيب المشاركة من رواندا وإفريقيا الجنوبية والنيجر وجزر القمر وموريتانيا والكونغو الديمقراطية على أن ظروف الجائحة لم تمنع هذه الآليات من الاضطلاع بمهامها، وذلك من خلال القيام بزيارات لأماكن الحرمان من الحرية رغم ظرف الحجر الصحي والطوارئ الصحية التي فرضتها السلطات لمواجهة انتشار الفيروس. كما أجمع المشاركون على ضرورة توفير الدعم والوسائل الضرورية لتمكين الآليات الوطنية الإفريقية من لعب دورها في الوقاية من التعذيب داخل أماكن الحرمان من الحرية، وكذا تقاسم الممارسات الفضلى بينها في أفق تطوير وتحسين عملها.