نظمت مؤسسة إدريس بنزكري لحقوق الإنسان والديمقراطية يومي الجمعة والسبت 9 و10 نيسان/ أبريل العام الحالي 2021، ورشات حول موضوعات حقوق الإنسان والمواطنة في الثانوية التأهيلية مولاي يوسف التقنية بمدينة طنجة في المغرب.
وقد استفاد من هذه الورشات 60 طالبًا ينتمون لأندية المواطنة وحقوق الإنسان والتي تشتغل من داخل المؤسسات التعليمية الثانوية بمدينة طنجة. وتم فيها توزيعهم إلى ثلاث مجموعات، في كل مجموعة عشرون طالبًا مشاركًا.
شملت الورشات ثلاث مؤسسات تعليمية، هي ثانوية ابن يوسف التقنية وثانوية زينب النفزاوية وثانوية الخوارزمي التأهيلية. وقد تم اختيار الثانويات بتنسيق مع المديرية الإقليمية لوزارة التربية الوطنية بمدينة طنجة، بحيث تغطي المؤسسات مناطق مختلفة من المدينة.
تأتي هذه الورشات تكملة لمشروع شباب من أجل مواطنة فاعلة الذي تنظمه المؤسسة بتمويل من الاتحاد الأوروبي, إذ تم تنظيم لقاءات تدريبية لفائدة شباب نشطاء حقوقيين، تُوجت بإنتاج دعامات مرئية تعالج موضوع حقوق الإنسان في المغرب.
نوقشت 10 قضايا أساسية مهمة بالنسبة للطلبة أبرزها حقوق الأقليات
وقد تمحورت الورشات بشكل أساسي حول عشرة مواضيع تغطي قضايا أساسية وذات راهنية في المغرب. وأبرزها استقلالية القضاء والإستغلال الجنسي للأطفال وحرية الصحافة والحق في التعليم والتحرش الجنسي بالنساء العاملات والحق في الشغل والحركات الاحتجاجية وحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة وحقوق الأقليات والملكية الفكرية.
خلال الورشة، تم عرض عشرة دعامات مرئية حول كل موضوع، أعقبه نقاش مفتوح من لدن الطلبة والطالبات، أشرفت عليه كريمة غانم، وهي خبيرة في مجال السياسات العمومية وحقوق الإنسان والمشرفة على المشروع.
وقد حرصت غانم خلال مرحلة المناقشة على مساعدة الطلبة والطالبات على تبني تسميات سليمة لمجموعة من الفئات داخل المجتمع. فقامت بطرح أسئلة توجيهية، الغرض منها دفع المشاركين والمشاركات إلى تصحيح مجموعة من الأفكار النمطية التي أفرزها المجتمع بينما تسيء لمجموعة من مكوناته.
كما حاولت المشرفة كريمة غانم العمل على تعريف المشاركين والمشاركات بمجموعة من النصوص القانونية التي تُأصل لحقوق الإنسان وذلك بالنظر لأهميتها، على حد قولها.
وشهدت الورشات تجاوبًا إيجابيًا من لدن الطلبة والطالبات، بالنظر إلى كون المواضيع التي قُدمت لهم تشكل مواضيع آنية تستأثر باهتمام إعلامي كبير. ولعل من أبرز اهتماماتهم، موضوع حقوق الأقليات الذي تم خلاله تسليط الضوء على حقوق المهاجرين من أفريقيا جنوب الصحراء، والذين يشكلون نسبة كبيرة في مدينة طنجة، لكونها على مقربة من القارة الأوروبية.
وهذا الواقع يطرح تحدي الاندماج داخل المجتمع المحلي، الشيء الذي يجعل موضوع حقوق هذه الفئة محط نقاش. كما حظيت المواضيع الأخرى بنقاش تباينت فيه وجهات النظر لكن بالمقابل عكست حاجة المشاركين والمشاركات لفضاء للنقاش والحوار.
بثينة فائز، وهي الممثلة لمؤسسة إدريس بنزكري لحقوق الانسان والديمقراطية والمكلفة بتتبع المشروع، صرحت لمراسل “تطبيق خبّر” الميداني في المغرب يوسف أسكور أن هذه الورشات تأتي في سياق تشجيع ثقافة حقوق الإنسان لدى الطلبة والطالبات.
وأضافت أن المشروع يهدف الى نشر قيم حقوق الإنسان والمواطنة، عبر وسائل الاتصال الحديثة، كما يهدف إلى تعزيز قدرات الطلبة والطالبات في عشرة مواضيع ذات صلة بمجال حقوق الإنسان، موازاة مع فتح النقاش في أوساط الشباب والطلاب بشأنها.
كما أن المؤسسة وفرت دليلاً تعليميًا مبسطًا للتربية على حقوق الإنسان والديمقراطية، موجهًا للشباب، ويضم مجموعة من التمارين والنصوص القانونية التي من شأنها رفع وعي الشباب كما الطلبة بمواضيع حقوق الإنسان.
وستشكل هذه التمارين والنصوص القانونية أرضية عمل أندية المواطنة وحقوق الإنسان بكل من ثانوية ابن يوسف التقنية وثانوية زينب النفزاوية وثانوية الخوارزمي التأهيلية.
وأنهت السيد بثينة قولها إن المحطة المقبلة من المشروع ستستهدف مدينة الرباط والتي ستستفيد بها ثلاث مؤسسات تعليمية أخرى، وذلك على أساس أن تحظى هذه الأندية بمواكبة تعليمية مستمرة بإشراف من المؤسسة.
حقوق الإنسان تعزز فرص العيش المشترك وتحقيق السلام العالمي
من جهتها، قالت أميمة عميمي وهي خريجة برنامج “شباب من أجل مواطنة فاعلة” لمراسل “تطبيق خبّر”، إن مشاركتها في البرنامج ساهمت في تعزيز معرفتها بأسس الدفاع عن قضايا حقوق الإنسان.
وأضافت أنها شاركت في هذه الورشات لأجل تقاسم مسار التحول الإيجابي الذي عرفته من خلال مشاركتها في هذا البرنامج. وحاولت في معرض مداخلتها توضيح أن التدريب حول قضايا حقوق الإنسان يعتبر مهمًا جدًا، وألحت على ضرورة تبني قيم الحقوق كونها تعزز فرص العيش المشترك وتساهم في تحقيق السلام العالمي.
وحول أهمية هذه الورشات، قالت عائشة دهان ممثلة المديرية الإقليمية لوزارة التربية الوطنية بطنجة، إن تشجيع قيم المواطنة داخل فضاء المدرسة يعتبر أساسيًا.
وأوضحت لمراسل “تطبيق خبّر” أنه يساهم في تكوين شخصية طالب متوازن ومتشبع بالقيم الكونية التي ترفض العنف وتتبنى الحوار. وأنهت قولها إنه “لهذا السبب تبنت المديرية مبدأ الشراكة مع منظمات المجتمع المدني لأجل ضمان تكوين متكامل للطلبة والطالبات”.