قال الدكتور لؤي شبانة مدير المكتب الإقليمى للصندوق فى منطقة الدول العربية،خلال المؤتمر الصحفى الذى عقد بالفيديو للإعلان عن التقرير أن التقرير السنوي هذا العام يتميز إنه أول تقرير يقيس قدرة على المرأة على اتخاذ قراراتها بشكل مستقل فيما يخص جسدها ومستقبلها.
التقرير يتناول مؤشرات عن زواج القاصرات / كشوف العذرية/ الصحة الجنسية والإنجابية / تقديم خدمات طبيب الأسرة/ العنف الاجتماعى.
ويحذر التقرير من تراجع جهود دعم المرأة وتمكينها وحماية الأطفال ومواجهة ظواهر الختان وزواج القاصرات، بسبب ازمة كورونا وسحب كثير من المخصصات لهذه الجهود والدفع بها فى مجالات اخرى لمواجهة الجائحة وتداعياتها الاقتصادية.
فهناك 2 مليون حالة تشويه أعضاء تناسلية (ختان) فى بداية جائحة كورونا نظرا لتراجع جهود الحكومات فى مواجهة هذه القضية.
الاستقلالية الجسدية ليست حق مكفول للمراة فقط ولكنه حقل لكل رجل وامراة وطفل، وهو أمر يساعد ازدهار الدول وزيادة معدلات الوعي والتنمية، ويرصد التقرير أن نصف نساء العالم غير قادرات على اتخاذ قرارات تخص اجسادهن.
ويقصد بالاستقلالية الجسدية هو حق المراة فى أن تتخذ كافة القرارات التى تخص جسدها بما فيها حق الانجاب والامومة وقبول او رفض العلاقات الحميمة وحقهن فى أن يطلبوا الالعراية الصحية التى يرونها مناسبة لهم سواء كان رعاية صحية للصحة الانجابية او الجسدية او النفسية، ويرصد التقرير أن نصف نساء العالم تقريبا لا يمتلكن حق طلب الرعاية الصحة لأنفسهن.
ويربط التقرير بين الاستقلالية الجسدية والسلامة الجسدية يكفل للأفراد السلامة من التصرفات الجسدية التى لا تلقى رضاهم.
ويقول التقرير أن ليبيا والعراق فى ذيل قائمة الدول التى لديها قوانين تتيح تقديم خدمات الصحة الانجابية والجنسية بشكل عادل ومتساوي.
يرصد التقرير من بين الأوضاع التى تنتهك الاستقلالية الجسدية هى ظاهرة الرق بكل اشكالها الحديثة، ومنها الاستغلال الجنسي، ويعتبر الرق الحديث هو اى موقف تنعدم فيه قدرة الشخص على المغادرة لأنهم يخضعون الى قيود وتهديدات تحول دون قدرتهم على مغادرة الأعمال التى لا يقبلونها، وهناك 40 مليون نسمة على مستوى العالم يخضعون للرق.
ومن بين أشكال الرق الحديثة استعباد المدين والعمل الجبري بكل اشكاله عمالة الاطفال تجنيد الأطفال فى الصراعات المسلحة. 70 % من ضحايا الرق الحديث هم نساء.
وفى يخص الختان باعتباره عنف أسري وينتهك حق المراة فى الاستقلال الجسدى، وانتهاك لحق تقرير المصير، فلا يزال الختان موجود وهناك 200 مليون امرأة فى العالم تعانى من تشوه الأعضاء التناسلية، بخلاف 4 ملايين أمرة معرضة للختان كل عام.
وخلال المراحل الاولى من كورونا لم يكن هناك أولوية لمواجهة الختان ما تسبب فى 2 مليون تعرضن للختان فى المنطقة العربية.
فى المنطقة العربية هناك 20 دلولة بها قوانين تسمح للمغتصب أن يتزوج من ضحيته اما لحماية المغتصبة من عنف وثار عشيرتها منها او لحماية المغتصب من تطبيق القانون عليه وخضوعه للعقاب.
وكذلك كشف العذرية هى فحوص لاتزال تمارس فى بعض الدول وهى تنال من كرامة المرأة رغم أنها عديمة النفع طبيا وعلميا، واجرائها بدون رضاء المراة هى عنف جنسي.
وهناك بلدان عربية بها قيود على الخدمات الصحية والجنسية والانجابية وعلى هذه الدول التاكد من أن النظم الصحية قادرة على أن تكون عادلة فحوالي نصف نساء المنطقة لا يمتلكن حق طلب الرعاية الصحية والإنجابية.
على الذكور أن يكون لديهم وعي مختلف بالنسبة لقضايا حقوق المراة، فدائما ما تختلف نظرة الرجل لحقوق المراة بناء على وضعه وقربه منها، فمنظور الرجل لحق المراة يختلف عندما ينظر لزوجته عن ما ينظر به ابنته واخته وامه، فى حين يجب أن تكون نظرته واحدة لحقوق كل النساء بغض النظر عن موقعه منهن.
يجب أن يرفع الحرج عن قضايا حقوق المرأة واستقلاليتها ولا يجب ان نستمر فى ان نوصفها بالقضايا الحساسة، فى حين أنها قضايا عادية وعادلة مثل باقى قضايا المجتمع، ويجب الاخذ فى الاعتبار ان الاعراف تتغير مثل القوانين، وأن هناك تغيير يحدث على أرض الواقع ولكنه بطئ جدا.
ويجب الاهتمام بأوضاع المرأة وحقها فى التعليم والرعاية الصحية منذ الطفولة لأن ذلك يؤثر على وضعهن الاقتصادي فى الكبر وبالتالي يتأثر استقلالهم الجسدي، واذا ارادت الدول أن تكون المرأة مساهمة فعالة فى ازدهاره عليها ان تمكنا من استقلالها وقدرتها على اتخاذ قرارات تخص حياتها وجسدها.
اغلب المجتمعات أو الأسر التى تلجأ الى تزويج الفتيات القاصرات يظنون أنهم بذلك يحققون لهن الحماية من العنف والامان من المجتمع فى حين أن هذه الزيجات هى عنف يومى منتظم لهن ويتسبب حملهن وولادتهن فى سن صغير فى كثير من المشكلات الصحية بداية من الالتهابات ومخاطر الولادة القيصرية وتسمم الحمل والجروح المهبلية، فتزويج القاصرات هو مأساة تفوق ما يظنه المقدمين على هذا الفعل.