عقدت الأمانة الفنية للجنة العليا الدائمة لحقوق الإنسان، اليوم السبت، اجتماعاً مع عدد من ممثلي المجتمع المدنى والشخصيات العامة بمشاركة السفير الدكتور أحمد إيهاب جمال الدين مندوب مصر الدائم لدى الأمم المتحدة بجنيف.
يأتي الاجتماع فى إطار النهج التشاوري الموسع الذى تتبعه اللجنة العليا الدائمة لحقوق الإنسان في عملية الإعداد لأول إستراتيجية وطنية لحقوق الإنسان، وهو ما يتسق مع عملية التخطيط القائم على المشاركة الذي تنتهجه الدولة حاليًا.
وأكد السفير علاء رشدي مساعد وزير الخارجية والقائم بأعمال رئيس الأمانة الفنية للجنة العليا الدائمة لحقوق الإنسان أن اللجنة العليا تعتبر منظمات المجتمع المدني شريكًا أساسيًا في عملية تعزيز وحماية حقوق الإنسان بكافة أبعادها، ومن ثم فهى تحرص على تعزيز التواصل، والتنسيق، والتشاور معهم.وتم خلال الجلسة إستعراض أبرز ملامح مسودة الإستراتيجية ونتائجها المستهدفة، ثم أعقب ذلك إجراء حوار بناء ومنفتح حول ملاحظات ومقترحات المشاركين.
أثنى المشاركون فى الجلسة على مبادرة الدولة لإعداد الإستراتيجية وإنفتاح اللجنة العليا على الإستماع إلى مختلف الآراء والمقترحات فى إطار عملية إعدادها.
تطرقت مداخلات المشاركين لأبرز القضايا والتحديات ذات الصلة بتعزيزحقوق الإنسان ورؤيتهم بالنسبة للتعامل الأمثل معها.
أكد السفير علاء رشدي أن الإستراتيجية تعد بداية مرحلة جديدة للتخطيط الإستراتيجي فى مجال تعزيز حقوق الإنسان، وأن بعض القضايا تستوجب مواصلــة بحثها وتحديد أفضل السبل للتعامل معها وذلك من خلال إستكمال الحوار البناء مع مختلف الأطراف المعنية بما فيها المجتمع المدني.
تجدر الإشارة إلى أن هذا الإجتماع يأتى فى إطار المرحلة الثانية من التشاور حول الإستشراتيجية، حيث عقدت الأمانة الفنية للجنة العلياخلال المرحلة الأولى من التشاور، ست جلسات استماعوذلك فى ديسمبر 2020 ويناير 2021، ضمت ممثلين عن المجلس القومي لحقوق الإنسان، والجمعيات والمؤسسات الأهلية، والنقابات المهنية والعمالية، والمراكز البحثية والجامعات، واتحادات الغرف التجارية وجمعيات رجال الأعمال، والشخصيات العامة والمثقفين. ولقد أخذت اللجنة العليا فى الإعتبار لدى صياغة المسودة مقترحات عديدة تم تقديمها فى هذا الإطار تتعلق بمختلف محاور عمل الإستراتيجية. كما شكلت اللجنة “هيئة استشارية” تضم 25 شخصية من الشخصيات العامة والخبراء من المتخصصين في القانون، والاقتصاد، والسياسات العامة، والتخطيط الإستراتيجي بهدف الاستعانة بخبرات متنوعة في عملية إعداد الإستراتيجية.
وأوضح السفير علاء رشدي مساعد وزير الخارجية أن الإستراتيجية تعتمد مقاربة شاملة وجدية لتعزيز الحقوق والحريات الأساسية تتسم بوضوح الرؤية والتوجه الاستراتيجي في التخطيط، وأنها تعدخريطة طريق وطنية طموحة في مجال حقوق الإنسان وأداة هامة للتطوير الذاتي في هذا المجال. كما تعكس المبادرة بإعداد الإستراتيجية وجود إرادة سياسية أكيدة لإعطاء دفعة للجهود الوطنية ذات الصلة. وأضاف أن الإطار الزمنى لتنفيذها يمتد لمدة خمس سنوات (منذ منتصف عام 2021 وحتى منتصف عام 2026)، وأنها تشتمل على أربعة محاور عمل رئيسية تتكامل مع بعضها البعض، وهي: الحقوق المدنية والسياسية، الحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، حقوق الإنسان للمرأة، والطفل، والأشخاص ذوي الإعاقة، والشباب، وكبار السن، التثقيف وبناء القدرات في مجال حقوق الإنسان. وتحدد الإستراتيجية بكل محور أبرز نقاط القوة والفرص، والتحديات ذات الصلة، وصولاً لتحديد النتائج المستهدفة والتى تستهدف إحراز تقدم في ثلاثة مسارات متوازية ومتكاملة; مسار التطوير التشريعي، مسار التطوير المؤسسي ، ومسار التثقيف وبناء القدرات في مجال حقوق الإنسان.