احترقت الطفلة “ليان” ذات الخمس سنوات، في حضن أبيها جراء قصف صاروخي لمليشيا الحوثي على إحدى محطات البنزين في محافظة مأرب.
في جريمة هزّت الضمير اليمني والعالمي، واستنكرتها العديد من المنظمات المحلية والدولية،
بلغ ضحايا المجزرة 21 مدنيا وعشرات الجرحى في المستشفيات .
جريمة إحراق الطفلة “ليان” أعادت إلى الواجهة وحشية مليشيا الحوثي واستهتارها بدماء اليمنيين،
فقد حاول قيادِيون حوثيون إنكار مسؤوليتهم عن الحادثة قبل أن يعترفوا لاحقا بالقصف، مبررين إياه أنه استهدف هدفا عسكريا.
انعكاس لهزائم الحوثي
وفي السياق، يوضّح مدير مكتب حقوق الإنسان في محافظة مأرب، عبدربه جديع:
أن ما حدث في مأرب جريمة، ارتكبتها مليشيا الحوثي بحق المدنيين في المحافظة، وراح ضحيتها 21 مدنيا، بينهم الطفلة “ليان” ذات الخمسة أعوام.
وأضاف جديع، خلال حديثه لبرنامج “المساء اليمني” على قناة “بلقيس”، مساء أمس:
أن “الجريمة وقعت في الساعة العاشرة من صباح يوم السبت 5 يونيو،
عند اصطفاف عشرات السيارات للتزود بالوقود من إحدى المحطات في منطقة الروضة”.
ويفيد أنه:
“وأثناء تزود المواطنين بالوقود، استهدفت المليشيا الحوثية المحطة بصاروخ باليستي، أعقبه قصف المحطة بطائرة مسيّرة مفخخة،
مما أدى إلى سقوط عشرات الشهداء وتفحم جثث الغالبية منهم، بينهم الطفلة ليان ووالدها”.
ويلفت إلى أنه:
“قبل هذه الجريمة المروّعة بيوم، استهدفت المليشيا منزل الشيخ علي حسن غريب، الواقع وسط حي سكني،
في ثاني استهداف من نوعه للمنزل خلال أقل من أسبوع”.
ويرى جديع أن:
“تلك العمليات والجرائم الإرهابية، التي ترتكبها المليشيا بحق المدنيين في محافظة مأرب،
هي انعكاس لحالة الهزائم والانكسارات العسكرية التي تتلقاها عند أطراف المحافظة”.
ويفيد أن:
“ارتكاب المليشيا تلك الجرائم الممنهجة بحق المدنيين واستهداف الأحياء السكنية هو نتاج عدم اعترافها بالمواثيق والقوانين الدولية،
وكذا عدم اعترافها بالأديان السماوية وبعادات وتقاليد اليمنيين”.
ويشير جديع إلى أن:
“صمت المجتمع الدولي عن الجرائم التي ترتكبها المليشيا بحق المدنيين في مأرب واليمن بشكل عام هو من شجع المليشيا في الاستمرار بارتكاب هذه الجرائم”.
المسؤول المحلي أبدى تفاؤله بأن يكون هناك تحرك من قِبل المجتمع الدولي والأمم المتحدة هذه المرة لوقف جرائم المليشيا بحق المدنيين”،
لكنه في الوقت ذاته أبدى تعويله أكثر على الجيش الوطني والمقاومة في دحر المليشيا ووقف جرائمها المتواصلة.
ويرى جديع أنه:
“يتوجب على الرئيس هادي ونائبه والحكومة التحرك وطلب الدعم من التحالف لإمداد الجيش الوطني بالسلاح وعدم الاكتفاء بإصدار بيانات الإدانة والاستنكار”.
دور الإعلام
وعن الحملة الواسعة، التي رافقت مجزرة مأرب، وتصدر هاشتاج “الطفلة ليان” منصات التواصل،
يوضح الناشط السياسي حمزة الدعيس:
أن “جميع اليمنيين بمختلف توجهاتهم اتحدوا لتوثيق هذه الجريمة وإيصالها وغيرها من الجرائم إلى الرأي العام العالمي،
بعدما رأوا غياب الدبلوماسية التابعة للشرعية”.
ويضيف أن:
“الحملة شارك بها كافة أطياف الشعب اليمني بمختلف مكوناتهم، وحققت أهدافها، المتمثلة في إيصال هذه الجرائم إلى الرأي العام الدولي”.
الناشط الدعيس يرى أنه:
“يتوجب على اليمنيين الاستمرار في مثل هذه الحملات وتوثيق الجرائم والانتهاكات التي ترتكبها المليشيا بصورة ممنهجة ومتواصلة،
كون الإعلام له دور مهم في المعركة”.
ويتحدث الدعيس عن فوائد الحملات الإعلامية، موضحا أن:
“هاشتاج الحملة الأخيرة، التي رافقت مجزة مأرب، كان الأكثر تداول عربيا، وتصدر جميع الهاشتاقات العربية،
ووصلت هذه الجريمة إلى كثير من الأصوات الحقوقية على المستوى العالمي، وتفاعلوا معها”.
ويؤكد الدعيس أن:
“فضح جرائم المليشيا وإيصالها إلى الرأي العام العالمي لا يقتصر على الحملات الإعلامية وحدها
بقدر ما يحتاج إلى تحرك الدبلوماسية اليمنية ووزارة الخارجية ومنظمات حقوق الإنسان والمجتمع المدني”.
ويوضح أن:
“التحرك الشعبي على منصات التواصل ما هو إلا وسيلة ضغط على الدول والمنظمات الدولية الإنسانية
لدفعها لإصدار بيانات تندد بما تقوم به المليشيا الحوثية من جرائم وانتهاكات بحق المدنيين”.
وعن تعامل الجانب الحكومي مع الجرائم التي ترتكبها المليشيا، سواء في مأرب أو غيرها،
يفيد رئيس مكتب حقوق الإنسان برئاسة الجمهورية، علي هزازي، أن:
“أهم الأشياء التي تقوم بها الحكومة هي إصدار بيانات التنديد وترجمتها، وتنظيم الحملات الإعلامية على منصات التواصل”.
ويضيف هزازي أن:
“من مهام الحكومة أيضا إحصاء ورصد ضحايا تلك الجرائم والانتهاكات، وتقديم الملفات إلى لجنة الخبراء”.
ويشير إلى أن:
“هناك تحركات دبلوماسية تقوم بها الحكومة الشرعية لإيصال صوت الضحايا إلى الرأي العام العالمي والمنظمات الدولية”.
ويتابع موضحا:
“الحكومة الشرعية تتحرك بمختلف مؤسساتها لإيصال أصوات الضحايا، سواء عبر جلسات مجلس حقوق الإنسان أو عبر مندوبنا في مجلس الأمن وممثلنا في الأمم المتحدة أو عبر الجلسات المتعلقة بهذا الأمر التي تعقد عبر الزوم”.
ويوضح أن:
المجتمع الدولي يدرك الجرائم التي ترتكبها المليشيا، “لكن مشكلة جماعة الحوثي أنها ليست ذات طابع رسمي، وإنما مليشيا لا يعترف بها أحد، وبالتالي لا حل معها إلا بالقوة وردعها في الميدان”.
الحوثيون
إقرأ أيضاً:
1 thought on “الحوثي تحرق طفلة في حضن أبيها”