أصدرت اليوم الاربعاء 7 يوليو 2021 ” وحدة البحوث والدراسات ” بمؤسسة ملتقى الحوار للتنمية وحقوق الإنسان تقريراً حول “تركيا وتجنيد الاطفال ”
أكد التقرير على أن تجنيد الأطفال يعد جريمة حرب مكتملة الأركان وانتهاك صريح للإتفاقيات الدولية حيث يعيش ملايين من أطفال العالم في ظل الصراعات العسكرية و ظروف صعبة مما يجعلها عرضة لانتهاكات خطيرة تتطلب حماية خاصة لهؤلاء الأطفال في حالات النزاع المسلح .
وأشار التقرير إلى تورط الحكومة التركية في تجنيد الأطفال بدولتى سوريا وليبيا مستغلة الظروف السياسية والإقتصادية الصعبة التى تمر بها تلك الدول
وأوضح التقرير أن تجنيد الأطفال يُعتبر واحداً من ستة انتهاكات خطيرة ضد الأطفال حدّدتها الأمم المتحدة كما أشار المركز السوري للعدالة إلى الممارسات التركية المستمرة لتجنيد القُصّر وأن مسألة تجنيد الأطفال لا تزال مصدر قلق مستمر في سوريا كما أن جماعات مسلحة تابعة لتركيا قامت باعتقال وتعذيب أطفال كانوا ينتمون إلى فصائل مقاتلة أخرى.
كما أشار التقرير إلى إستغلال السياسة التركية الأوضاع السورية وعملت على تجنيد الأطفال وإرسالهم لجبهات القتال في ليبيا نظير مقابل مادي ووعود براقة بالجنسية التركية والتخلص من حياة المخيمات وفق ما جاء ببعض التقارير الدولية.
وفيما يتعلق بمراحل تجنيد الأطفال وموقف الأسر السورية فقد جاء بالتقرير أن تركيا قدمت الكثير من المغريات المادية لأطفال سوريا وأسرهم لتجنيدهم في الحروب الدائرة داخل سوريا وخارجها وأستغلت الأوضاع الأقتصادية الصعبة التى تعيشها الأسرة السورية وأقنعت ذويهم بمبالغ مالية تصل إلى 3 آلاف دولار شهرياً .
أما فيما يتعلق بالموقف التركي و تعارضه مع الإتفاقات الدولية فقد ذكر التقرير
أن فصائل الجيش الوطني السوري المدعوم من تركيا والتابع للحكومة السوريّة المؤقتة، كانت قد عمدت هي الأخرى إلى تجنيد الأطفال ضمن صفوفها في منطقة رأس العين ، وذلك عقب عملية (نبع السلام) التي شنتها تركيا بدعم من الجيش الوطني السوري، خلال أكتوبر 2019، ضدّ قوات سوريا الديمقراطية” قسد ” وسيطرت من خلالها على مناطق واسعة من شمال شرقي سوريا ، حيث تمّ توثيق 3 حالات على الأقل لأطفال تمّ تجنيدهم من قبل فصائل “أحرار الشرقية” ولواء “السلطان مراد” في أواخر العام 2019 وبداية العام 2020، حيث ما زالوا مجندين حتى اللحظة. وفق ما جاء بتقرير الأمم المتحدة 2020
وأوضح التقرير كذلك أنه منذ اندلاع الأزمة في ليبيا فق تعرض الأطفال لشتى أنواع العنف والانتهاكات،ولم تمنع المعاهدة الدولية لحقوق الطفل استهداف هذه الفئة الضعيفة حيث لا تتوقف تركيا عن تجنيد الأطفال السوريين في ليبيا للقتال بجانب حكومة الوفاق ولكن الأمر لم يقف عند ذلك بل وصل إلي تجنيد عشرات الأطفال السوريين من أجل السفر إلى ليبيا والقتال هناك والموت من أجل أطماع أردوغان وحلفائه، في انتهاك صارخ لبروتوكولات حقوق الأطفال والقانون الدولي.
كما جاء بالتقرير فيما يتعلق بمظاهر الإنتهاكات التركية ضد الأطفال أن تركيا قدمت الدعم العسكري لمساندة حكومة السراج في مواجهة الجيش الوطني الليبي ونجحت في نقل الكثير من الأطفال السوريين إلى الأراضي الليبية الذين كان عليهم مواجهة مصيرهم المحتوم بعد أن زجت بهم تركيا في أتون الحرب الأهلية الليبية المشتعلة ،
وأشار التقرير أن تجنيد الأطفال للقتال في ليبيا ظاهرة لا تزال متواصلة بحسب المركز الليبي لحقوق الإنسان والذي يتهم حكومة تركيا باستغلال الوضع في ليبيا حيث تعتمد ميليشيات مصراتة التي تخوض المواجهة الأكثر شراسة أمام قوات “الجيش الوطني” على أطفال صغار سبق تدريبهم في معركة سرت 2016
كما أوضح التقرير أن هناك 295 طفلًا تتراوح أعمارهم بين الـ13 والـ18 عامًا غالبيتهم من فرقة السلطان مراد، جرى تجنيدهم للقتال في ليبيا عبر عملية إغراء مادي في استغلال كامل للوضع المعيشي الصعب وحالات الفقر
وأشار إلى مقتل 287 مرتزقا قدموا من سوريا بينهم 16 طفلاً بصفوف المليشيات في ليبيا مؤكدا أن عدد المرتزقة السوريين وصل إلى أكثر من 11 ألف مسلح.
يمكنكم الاطلاع على التقرير من خلال موقع ملتقى الحوار للتنمية وحقوق الانسان على الرابط التالي: