طالب إعلاميون ومتخصصون برفع الوعي المجتمعي بالحق في الخصوصية الرقمية لحماية المواطنين بياناتهم خلال استخدام وسائل التواصل الاجتماعى، محذرين من أن النساء والأطفال من أكثر الفئات التي تتعرض لانتهاك الخصوصية الرقمية .
وأكدوا خلال الندوة الرقمية الثانية عن الحق في الخصوصية الرقمية، التي نظمتها الشبكة العربية للإعلام الرقمي وحقوق الإنسان عبر تطبيق زووم، ضمن مشروعها لرفع الوعى بالمواطنة الرقمية وحقوق الإنسان على وسائل التواصل الاجتماعى والتي بدأت بحملتها ضد التنمر الرقمي في مارس الماضى، بضرورة تدريب شباب الإعلاميين والمؤثرين على مفهوم الخصوصية وضرورة الاهتمام بحماية الحياة الخاصة للمواطنين على وسائل التواصل الاجتماعي .
أكدت الكاتبة الصحفية صفاء عصام الدين، ضعف الاهتمام بالحق في الخصوصية الرقمية وعدم الاهتمام بالتعامل مع الحق في الخصوصية بشكل عام في المجتمعات العربية مشيرة إلى أن الأمم المتحدة بدأت تهتم مؤخراً بالحق في الخصوصية الرقمية بعد توسع وانتشار وسائل التواصل الاجتماعى والإنترنت والشكوى من تحكم الحكومات وشركات التواصل الاجتماعى في البيانات الخاصة بالمواطنين واستخدامها لأهداف مختلفة.
وأوضحت أن ولع الناس بالتصوير ونشر الصور ومقاطع الفيديو على وسائل التواصل عرض حقهم في الخصوصية لانتهاكات عديدة نظراً إلى أن تداولها الواسع على شبكات التواصل دون استئذان أصحابها وتسبب في أثر اجتماعى ضار لافته إلى أن النساء والأطفال من أكثر الفئات التي تتعرض لانتهاك الخصوصية الرقمية .
وأشارت إلى وجود قصور تشريعى في التعامل مع الحق الخصوصية الرقمية عربيا باستثناء مصر التي اهتمت بإصدار قانون لحماية البيانات وهو ما اعتبرته خطوة مهمة في التشريع المصرى بالرغم من عدم تفعيله لما فيه من إشارات لانتباه المؤسسة التشريعية لضرورة حماية ذلك الحق .
وأشارت الدكتورة ولاء الناغي مدرس الإعلام بجامعة بورسعيد إلي اهمية ادراك المستخدمين الرقميين مفهوم المواطنة الرقمية وما تتضمنه من معايير كالثقافة الرقمية وأداب وسلوكيات الاستخدام الرقمي وكيفية توفير الامن الرقمي لرفع الوعي وحماية الافراد من انتهاك حقوقهم خاصة الحق في الخصوصية الرقمية ،واوضحت ان هناك بعض التطبيقات الترفيهية التي يستخدمها الافراد دون وعي تساهم بشكل كبير في انتهاك مفهوم الخصوصية الرقمية .
وعن التجربة الألمانية في حماية الخصوصية الرقمية قال هانى دانيال الكاتب الصحفى المقيم في ألمانيا أن التجربة الألمانية رائدة في ذلك المجال على مستوى أوروبا لافتاً إلى أن إصدار «البوندستاغ الألماني» لقانون قوى لحماية الخصوصية الرقمية والذى تم تفعيل لائحته الأساسية بشكل رسمي لتنظيم البيانات وحماية خصوصية معلومات المواطنين .
وأشار إلى أن المؤسسات الألمانية والوزارات والبرلمانات لديها صفحات رقمية لتعريفك بالشخص المسؤول عن البيانات للحفاظ على حق المواطن غالالمانى في معرفة ماهى المعلومات المأخوذة عن حياته لدى أي مؤسسة لافتا إلى أن القانون الألمانى أعطى للمواطن الحق في الاستعلام والحق في تصحيح معلوماته الشخصية أو إلغائها وكذلك الحق في الاعتراض على نقل معلوماته دون أذنه .
وأوضح أن الحكومة الألمانية فرضت على شركة «فيس بوك» القوانين الأوروبية التي تحمى الخصوصية وبسببها تراجعت أرباح الشركة وخسرت ما يقرب من 3 مليون مشارك نشط بموجب تلك القوانين، موضحا أنه تم تغريم شركة«تويتر» لأنها تقوم بترجمة كل تفاصيل حياة مشتركيها من خلال بياناتهم ثم تقوم بتحويلها إلى معلومات وتقوم ببيعها للشركات الأخرى وهو انتهاك خطير للخصوصية ولذلك كان تحرك الحكومة الألمانية لحماية خصوصية مواطنيها إشارة مهمة لدور الحكومات في منع الشركات من استخدام البيانات الشخصية لمواطنيها .
وأكد الكاتب الصحفى خالد ناجح رئيس تحرير بوابة الهلال أن الإعلام يقع عليه مسئولية كبيرة من أجل رفع درجة وعى المواطنين بحقهم في الخصوصية مؤكدا على ضرورة مناقشة قوانين وتشريعات مصرية لحماية الخصوصية الرقمية والحد من الانتهاك الذي تقوم به شركات التواصل الاجتماعى الكبرى ضد الحق في الخصوصية .
ودعا منظمات المجتمع المدنى وحقوق الإنسان إلى الحوار مع مجلسى النواب والشيوخ من أجل سن تشريعات جديده تواكب ذلك التطور التكنولوجى المتسارع للحفاظ على خصوصية حياة المصريين من تغول شركات التواصل الاجتماعى.