لا أعرف سببًا محددًا يمنع شركات الإنتاج ومؤلفي الدراما من تقديم أعمال فنية، يمكنها أن تعبر عن حالة البناء والتنمية التي تعيشها مصر في عهد الرئيس السيسي، شوّهت الدراما والسينما صورة مصر في الداخل والخارج خلال العشرين عامًا الماضية، بحجة أنهم ينقلون الواقع ولا يجمّلون أحدًا، كأنه كان هناك اتفاق غير معلن، بين صناع الدراما والسينما، للتركيز على شخصية البلطجي الذي يعيش في العشوائيات، ويتاجر في المخدرات والسلاح، وتقديمه كأنه يمثل شباب مصر، وبالتأكيد ترسخت هذه الصورة الذهنية المشوهة في عقول الشباب، وأصبحت أغاني المهرجانات هي الفن الذي يذاع في تلك الأعمال غير الفنية.
استطاعت دولة 30 يونيو، بقيادة الرئيس السيسي، هزيمة العشوائيات، وأنفقت الدولة مليارات الجنيهات على توفير حياة كريمة لسكان تلك المناطق الخطرة، والذين كانوا يعانون من تجاهل الحكومات السابقة لهم، ورغم هذا الإنجاز الكبير، الذي أبهر العالم وكافة المؤسسات الدولية المعنية بالحق بالسكن، باعتباره حقًا من حقوق الإنسان، لم نجد عملا واحدًا يجسد هذا الإنجاز غير المسبوق، وهناك سؤال دائما يشغل تفكيري؛ لماذا هناك تجاهل متعمد، ولم يتم تصوير مسلسل أو فليم داخل مدينة الأسمرات، التي لا تقل عن أي كومباوند سكني في منطقة راقية؟!
أطلقت مؤسسة رئاسة الجمهورية العديد من المبادرات الهامة، وكان آخرها مشروع تطوير الريف المصري “حياة كريمة”، وحددت الدولة 3 سنوات فقط لتطوير أكثر من 4500 قرية في كل مدن المحروسة، ورغم هذا الإنجاز الذي تحقق على أرض الواقع، لم أشاهد عملا واحدًا يتحدث عن نجاح المبادرات الرئاسية في توفير حياة كريمة لكل المصريين.
عندما قدمت الدراما والسينما الفاسدة العشوائيات كانوا يرصدون الواقع على حد تعبيرهم، اليوم.. أين هم من هذا الواقع الذي تغير للأفضل؟! لماذا يصر صناع الدراما على تقديم القبح على حساب الجمال، لماذا يصرون على إظهار المجتمع المصري كأنه في فجوة زمنية كبيرة بين طبقات المجتمع، كأن 100 مليون مصري نصفهم يسكنون القصور، والنصف الآخر يعيشون بين القبور؟!
يجب أن يشرع مجلس النواب قانونًا يعاقب هؤلاء بتهمة تغييب الوعي، وتصدير القبح، ونشر الفساد، لا بد أن يكون لمجلس النواب موقف حاسم، لأن قضية تغييب الوعي لا تقل خطورة عن جرائم الإرهاب والاتجار بالبشر.
مصر لسيت فقط لسكان القصور، ولا لسكان القبور، نحن شعب متعدد الثقافات والطبقات، يجمعنا حب هذا الوطن العظيم .. تحيا مصر .. تحيا مصر .. تحيا مصر.