بدأت حكومة إثيوبيا هجوماً جديداً على إقليم تيجراي، بشمال البلاد، فى أحدث محاولة من جانب أديس أبابا ليكون لها اليد العليا فى صراع امتد لنحو عام، فيما حذرت الأمم المتحدة مجدداً من أزمة إنسانية متفاقمة.
وذكرت وكالة بلومبرج للأنباء:
أن الهجوم الذى تشنه حكومة رئيس الوزراء آبى أحمد يأتى بعد أيام من بداية ولاية ثانية له فى المنصب،
لمدة خمس سنوات، فى ثانى أكبر دولة إفريقية من حيث عدد السكان.
كما يأتى الهجوم فى ظل تهديدات بأن الولايات المتحدة قد تفرض عقوبات على أفراد وكيانات إثيوبية مسئولة عن العنف.
وتعرض إقليم تيجراى لغارات جوية وقصف مدفعى على مدار اليومين السابقين،
بحسب ما أوردته بلومبرج نقلا عن العضو البارز فى “جبهة تحرير شعب تيجراي”، جيتاتشو رضا.
ولم يتضح بعد حجم أى إصابات أو أضرار.
واستعادت “جبهة تحرير شعب تيجراي” سيطرتها على ميكيلي، عاصمة الإقليم، من يد القوات الإثيوبية والمقاتلين المتحالفين معها من إريتريا.
وقال جيتاتشو رضا فى رسالة نصية:
“ما يتم فى الغالب فى هذه المرحلة هو قصف جوي، وبطائرات مسيرة، وقصف مدفعي”،
مشيرا إلى رصد آلاف من المقاتلين الموالين للحكومة قريبا من بلدات هارا وويرجسا وويجل تينا،
قرب حدود إقليم تيجراء فى منطقة أمهرة، شمالى البلاد.
وتابع:
“سنحافظ على مواقعنا الدفاعية, نحن على ثقة فى أننا سنتمكن من إحباط الهجوم على جميع الجبهات”.
يأتى ذلك بينما أعلنت الأمم المتحدة أن نقص الإمدادات الطبية فى منطقة تيغراى الاثيوبية التى تشهد نزاعا عسكريا يؤدى الى عواقب مميتة،
حيث تواجه نساء خطر الموت جراء النزف بعد الولادة ويلقى مرضى حتفهم جراء نقص فى معدات غسل الكلى.
ويأتى أحدث تقرير للمنظمة الأممية بعد أسبوع واحد من طرد إثيوبيا سبعة من كبار مسؤوليها بعد اتهامهم “بالتدخل” فى شؤونها،
ما أدى الى تفاقم الأزمة الانسانية فى هذه المنطقة التى يعانى مئات الآلاف من سكانها ظروفا أقرب الى المجاعة.
وقال تقرير لمكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشئون الإنسانية (أوتشا):
أنه بينما وصلت 80 شاحنة مساعدات الى تيغراى خلال الأسبوع الذى ينتهى الثلاثاء،
“لم يسمح بدخول” الإمدادات الطبية التى هناك حاجة ماسة اليها.
وأضاف التقرير:
أن “الوضع الصحى يثير القلق بشكل خاص بسبب نقص الأدوية والمعدات الطبية”.
ويشكل النقص المستمر فى الوقود والتمويل مشكلة أيضا، ما أجبر مجموعات الإغاثة على خفض الدعم للمرافق الصحية ومخيمات النزوح فى جميع أنحاء المنطقة.
ومع تزايد المخاوف من الوفيات الناجمة عن المجاعة، فإن المستشفيات خارج ميكيلى بما فى ذلك بلدات هاوزن وأكسوم وأديغرات تعانى من نفاد الإمدادات “لعلاج حالات سوء التغذية الحاد بين الأطفال الصغار”.
واندلع النزاع فى نوفمبر الماضى مع إرسال رئيس الوزراء الإثيوبى أبيى أحمد، الحائز جائزة نوبل للسلام عام 2019، قوات فيدرالية الى إقليم تيجراى لإسقاط الحزب الحاكم للإقليم “جبهة تحرير شعب تيجراي”.
ومنذ ذلك الحين، توسع النزاع إلى منطقتى أمهرا وعفر المجاورتين لتيغراي.
وأعلن أبي بعد ذلك وقفا لإطلاق النار لأسباب إنسانية، ومع ذلك لم يتم تقديم سوى القليل جدا من المساعدات.
ويحمّل مسئولو الحكومة المركزية الإثيوبية (أديس أبابا) “جبهة تحرير شعب تيغراي” مسئولية إعاقة وصول المساعدات.
الا أن متحدثا باسم وزارة الخارجية الأميركية أفاد وكالة فرانس برس الأسبوع الماضى أن وصول المواد الأساسية والخدمات تتم عرقلته من قبل “الحكومة الإثيوبية”، متحدثا عن “مؤشرات (على فرض) حصار”.
وجاء التقرير بعد إعلان إثيوبيا الخميس طرد سبعة مسؤولين فى وكالات تابعة للأمم المتحدة بسبب “تدخلهم فى شئون البلاد الداخلية”، من بينهم مديرون محليون لمكتب تنسيق الشئون الإنسانية ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة “يونيسف”.
و فى اجتماع لمجلس الأمن يوم الأربعاء الماضي، طالب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش بإثبات خطى على سوء سلوكهم المزعوم.
لكن إثيوبيا قالت:
إن المسئولين بالغوا فى أرقام الضحايا، واختلقوا حالات موت بسبب المجاعة ودعوا المتمردين المسلحين إلى مجمعات تخضع لحماية الأمم المتحدة.
إقرأ أيضاً: