منحت “المنظمة الدولية للهجرة” التابعة لـ الأمــم المتحـــدة الإثنين 10/11 رئيسة بعثتها في إثيوبيا إجازة إدارية بسبب إجرائها “مقابلات غير مصرّح بها” شكت فيها من تهميشها من قبل رؤسائها واتّهمتهم بالانحياز للمتمرّدين في إقليم تيغراي في شمال البلاد.
وفرضت هذه العقوبة على مورين أتشينغ، رئيسة بعثة المنظمة الدولية للهجرة في إثيوبيا،
في مذكرة مؤرخة بتاريخ الإثنين اطّلعت عليها وكالة فرانس برس.
وتأتي هذه العقوبة بعدما طردت أديس أبابا مؤخّراً سبعة من كبار مسؤولي الأمم المتّحدة
إثر اتهامها إياهم بـ”التدخّل في الشؤون الداخلية” للبلاد.
واندلعت الحرب في تيغراي في تشرين الثاني/نوفمبر عندما جرّد أبي حملة عسكرية على الإقليم لإزاحة “جبهة تحرير شعب تيغراي” من السلطة بعدما اتهمها بشنّ هجمات على معسكرات للجيش الفدرالي.
ومذاك تعاني المنطقة مما تسمّيه الأمم المتحدة “حصاراً إنسانياً بحكم الأمر الواقع”،
في وضع يثير مخاوف من حدوث مجاعة واسعة النطاق على غرار تلك التي شهدتها إثيوبيا في ثمانينيات القرن الماضي.
وفي الأيام الأخيرة انتشرت على الإنترنت تسجيلات لمقابلة مطوّلة أجريت مع أتشينغ ومسؤول كبير آخر في الأمــم المتحـــدة.
وأجرى هذه المقابلات جيف بيرس، الكاتب الذي نشر مقالات عديدة تدافع عن سلوك أديس أبابا في الحرب ضدّ متمرّدي تيغراي.
وفي هذه التسجيلات، اتّهمت أتشينغ زملاءها بأنّهم “هجموا” على الحكومة الإثيوبية عندما بدأت الحرب وهمّشوا مسؤولي الأمــم المتحـــدة الميدانيين.
ووصفت المسؤولة الأممية في مقابلتها “جبهة تحرير شعب تيغراي” بأنها “قذرة” و”وحشية”،
معربة عن أملها بأن لا تعود أبداً إلى تيغراي.
وفي مذكرة داخلية أرسلتها أتشينغ مؤخّراً لزملائها واطّلعت عليها فرانس برس أكّدت المسؤولة الأممية أنّها أصيبت “بانزعاج وخيبة أمل بالغين” من هذه التسجيلات،
مؤكّدة أنّها “سُجّلت خلسة” واقتطعت مقتطفات منها وبثّت “بطريقة انتقائية”.
لكنّ التسجيلات تثبت أنّ المشاركين في المقابلة تطرّقوا مراراً إلى كونها مسجّلة.
والإثنين قال المدير العام للمنظمة الدولية للهجرة أنطونيو فيتورينو في بيان:
إنّ “الآراء المنسوبة في التسجيلات الصوتية إلى أحد أفراد طاقمنا لا تتوافق مع مبادئ المنظمة الدولية للهجرة
ولا ينبغي بأيّ حال من الأحوال أن ينظر إليها على أنّها تعبّر عن موقف المنظمة الدولية للهجرة”.
ولم يسمّ فيتورينو في بيانه أتشينغ بالاسم
مكتفياً بالقول إنّ الشخص المعني “تمّ استدعاؤه” و”وضع في إجازة إدارية” ريثما ينتهي تحقيق داخلي بهذا الشأن.
من جهته قال محمد عبديكر، المدير الإقليمي لمنظمة الهجرة الدولية في شرق أفريقيا والقرن الأفريقي لفرانس برس:
إنّ تصريحات أتشينغ انتهكت قيم المنظمة الدولية للهجرة وقواعدها السلوكية.
وأضاف:
“في جميع عملياتنا نحاول أن نكون محايدين وغير منحازين في عملنا.
نحن لا ننحاز إلى أي طرف في نزاع”،
مؤكداً أن تصريحات أتشينغ أثارت مخاوف الموظفين الأمميين، ولا سيما أولئك الموجودون في تيغراي.
إقرأ أيضاً: