يعتبر الأسبوع الجاري في إثيوبيا، حاسما في مصير نظام رئيس الوزراء الأثيوبي، آبي أحمد علي، هذا ما كشفت عنه تطورات الصراع الدائر في إثيوبيا منذ عام بين نظام رئيس الوزراء و9 جماعات داخلية رافضة لحكمه في مقدمتها الجبهة الشعبية لتحرير تيجراي.
إقامة جبهة جديدة
أخر التطورات أعلن عنها منظمون لإقامة جبهة جديدة في إثيوبيا، الجمعة، حيث قالوا:
إن قوات تيجراي الإثيوبية انضمت إلى جماعات مسلحة ومعارضة أخرى في تحالف ضد رئيس الوزراء آبي أحمد علي
للسعي إلى فترة انتقال سياسي بعد عام من الحرب المدمرة.
ويشمل التوقيع على إنشاء التحالف الجديد، والذي جرى في واشنطن،
قوات تيجراي، التي تقاتل القوات الإثيوبية والقوات المتحالفة،
بالإضافة إلى جيش تحرير أورومو، الذي يقاتل الآن
إلى جانب قوات تيجراي، و7 مجموعات أخرى من جميع أنحاء البلاد.
ويتشكل التحالف في الوقت الذي يجتمع فيه المبعوث الأميركي الخاص جيفري فيلتمان مع كبار المسؤولين الحكوميين في العاصمة الإثيوبية وسط دعوات لوقف إطلاق النار الفوري وإجراء محادثات لإنهاء الحرب التي أودت بحياة الآلاف منذ نوفمبر 2020.
المجتمع الدولي
ودعت العديد من دول العالم، والمنظمات الدولية وعلى رأسها الأمم المتحدة ومجلس الأمن التابع لها، والاتحاد الأوروبي،
بضرورة إيجاد حل سلمي للصراع المسلح القائم في إثيوبيا،
فيما دعت دول أخرى رعاياها بسرعة مغادرة البلاد، نظرا لحالة الفوضى، وسقوط الجيش الإثيوبي في أكثر من منطقة أمام قوات المعارضة.
الاتحاد الأوروبي
شدد الاتحاد الأوروبي على غياب أي حل عسكري للنزاع في إثيوبيا،
متوعدا أطراف الصراع بفرض عقوبات عليها في حال لم توافق على وقف إطلاق النار،
والبدء في حوار غير مشروط، فيما أكد مفوض الاتحاد الأوروبي لشؤون الأمن والسياسة الخارجية جوزيب بوريل،
في بيان أصدره الخميس الماضي، أنه على توسع النزاع تسبب في نشوب أزمة إنسانية مدمرة وتقويض وحدة واستقرار البلاد.
وأعرب بوريل عن قلق الاتحاد الأوروبي تجاه التصعيد الحالي من حدة القتال في منطقة أمهرة،
بالتزامن مع التقدم الميداني الذي أحرزته قوات الجبهة الوطنية لتحرير التيجراي.
الأمم المتحدة
من جانبها قالت منظمة الأمم المتحدة، الأربعاء الماضي، إن الحرب في إثيوبيا اتسمت بالوحشية المفرطة،
داعية إلى محاسبة مرتكبي جرائم الحرب، وأشارت ميشيل باشليه، مفوض الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان،
إلى أن خطورة الانتهاكات والتجاوزات التي تم توثيقها تؤكد الحاجة إلى محاسبة الجناة من الطرفين.
فيما أعرب مجلس الأمن الدولي، أمس، عن قلقه العميق إزاء تصعيد النزاع في إثيوبيا،
ودعا إلى وقف إطلاق النار في البلاد، والتفاوض على وقف دائم لإطلاق النار.
وقال إن الدول الأعضاء طالبت بتهيئة الظروف لبدء حوار وطني إثيوبي شامل لحل الأزمة،
بينما واجهت الدول الـ 15 الأعضاء بالمجلس، صعوبات للاتفاق على موقف مشترك،
معربة عن قلقها العميق من اتساع وتكثيف الاشتباكات العسكرية في شمال إثيوبيا.
الولايات المتحدة
وقالت مجلة فورين بوليسي الأمريكية:
إن الولايات المتحدة أنشأت فريق مهام جديد، مكلف بإخلاء الدبلوماسيين الأمريكيين في سفارة واشنطن لدى أديس أبابا،
مع اشتداد القتال في الداخل الإثيوبي بين قوات المعارضة في إقليم تيجراي وأورومو، وقوات الجيش الفيدرالي الأثيوبي.
تأتي القرارات الجديدة، بعد ساعات من دعوة الخارجية الأمريكية كل رعاياها بضرورة مغادرة إثيوبيا في أقرب وقت ممكن،
وقال بيان نشرته السفارة الأمريكية عبر موقعها الإلكتروني أمس:
“الوضع الأمني في إثيوبيا غير واضح تماما، وننصح المواطنين الأمريكيين الموجودين في إثوبيا بمغادرة البلاد في أقرب وقت ممكن”.
واعتبرت المجلة أن الخطوة الأخيرة تعكس مدى قلق صانعي القرار في الولايات المتحدة من الصراعات في إثيوبيا،
بين الحكومة المركزية برئاسة آبي أحمد، وقوات إقليم تيجراي في الشمال،
والذين أصبح الطريق أمامهم مفتوحا للوصول إلى أديس أبابا بين سقوط مدينة ديسي في أيديهم.
كما وأوضحت مواطنيها بإلغاء و تأجيل الزيارات المخططة إلى إثيوبيا وعلى الموجودين هناك الخروج بسرعة منها.
وأكد الوزارة أنها ستراقب عن كثب مجريات الوضع داخل إثيوبيا وستعمل على تعديل تنبيه السفر بشكل إضافي في المستقبل.
السعودية
فيما دعت المملكة العربية السعودية، رعاياها إلى ضرورة مغادرة إثيوبيا نظرا للوضع الأمني الراهن، وقالت السفارة السعودية في أديس أبابا في بيانها: “ندعو جميع المواطنين الموجودين في إثيوبيا بضرورة مغادرة البلاد في أقرب فرصة ممكنة”.
وأضاف أن تلك الدعوة تأتي نظرا للظروف التي تمر بها إثيوبيا، مشيرة إلى أنه على جميع السعوديين أخذ أقصى درجات الحذر والتواصل مباشرة مع السفارة في حالة الطوارئ.
الكويت
ودعت دولة الكويت، رعاياها الموجودين داخل إثيوبيا، إلى مغادرة البلاد بشكل فوري، حيث قالت وزارة الخارجية الكويتية في بيانها: “على المواطنين الموجودين في إثيوبيا مغادرة البلاد فورا، والتواصل مع سفارة الكويت في أديس أبابا لتسجيل أسمائهم وبياناتهم”.
وحث الخارجية الكويتية، المواطنين الراغبين بالسفر إلى إثيوبيا على التريث وتأجيل سفرهم نظر للأوضاع التي تشهدها البلاد حاليا .
إقرأ أيضاً: