استكمل مجلس الشيوخ في جلسته العامة اليوم برئاسة المستشار عبد الوهاب عبد الرازق رئيس المجلس مناقشات مشروع قانون رعاية حقوق المسنين، حيث وافق على المادة 20 المتعلقة بتشجيع الدولة لوسائل الإعلام على تسويق الصور الإيجابية للشيخوخة وإبراز حقوق المسنين.
وفى بداية الجلسة، احتفى مجلس الشيوخ باليوم العالمى للغة العربية والقى المستشار عبد الوهاب عبد الرازق كلمة مهمة عن اللغة العربية وأهمية الحفاظ عليها نالت استحساناً وارتياحاً كبيراً لدى جميع أعضاء المجلس فى صفوف الأغلبية والمعارضة وشهدت الجلسة خلال مناقشات المجلس لقانون المسنين مطالبات من بعض النواب باستبدال كلمة “تشجع” بكلمة “تلتزم” فى بداية المادة، حتى يكون هناك التزام على الحكومة بإبراز حقوق المسنين عبر وسائل الإعلام، إلا أن البعض رأى عدم إمكانية تحقيق ذلك الالتزام، لينتهي المجلس بالموافقة على نص المادة كما هو، ونصت المادة على أن تشجع الدولة الوسائل الإعلامية المكتوبة والمسموعة والمرئية على تسويق الصور الإيجابية للشيخوخة النشطة، وتطوير الرسائل المناسبة التي تبرز حقوق المسنين ومسؤوليات المجتمع تجاههم، وتسليط الضوء على المساهمات المحتملة للمسنين في المجتمع، وتوفير برامج توعية لكبار السن عن سبل حماية ورعاية أنفسهم ورفاهيتهم والاستغلال الأمثل لقدراتهم. كما وافق المجلس على إنشاء خط ساخن للإبلاغ عن أية مخاطر تهدد أمن وسلامة المسنين، بحيث تنص المادة 23 من القانون على أن تلتزم الجهات المعنية بتوفير خط ساخن للإبلاغ عن أية مخاطر تهدد أمن وسلامة وكرامة وحياة المسنين، سواء كان المبلغ هو الشخص المسن نفسه أو شخص يبلغ عنه، مع أخذ الضمانات للاستجابة السريعة للشكوى وإبلاغ الجهات المختصة، وذلك بالتنسيق مع الوزارة المختصة بالصحة. ووافق أيضا على المادة المنظمة لمراعاة الدولة احتياجات المسنين في نقل الأشخاص المحتجزين وفي تخطيطها لأماكن الاحتجاز، والتي تقضي بأن تراعي الدولة احتياجات المسنين وحالتهم الصحية في نقل الأشخاص المحتجزين، وفي تخطيطها لأماكن الاحتجاز والسجون وكافة المؤسسات العقابية الأخرى لإتاحتها للمسنين. ونص مشروع القانون على التزام الدولة بحماية حقوق المسنين، ومنها ضمان حقوقهم الواردة بالاتفاقيات والمواثيق الدولية التي صدقت عليها مصر، وعدم القيام بأي عمل أو ممارسة تتعارض مع أحكامها، إلى جانب ضمان الحق في الحياة، والطعام، والشراب، والكساء، والسكن المناسب لسنّهم وحالتهم الصحية. ونص كذلك على الالتزام باحترام حرياتهم في ممارسة خياراتهم بأنفسهم وبإرادتهم المستقلة، وعدم التمييز بينهم بسبب السن، أو الديانة، وتأمين المساواة الفعلية في التمتع بجميع حقوق الإنسان وحرياته الأساسية في كل الميادين، وإزالة جميع العقبات والمعوقات التي تحول دون تمتعهم بهذه الحقوق.
وكان رئيس مجلس الشيوخ قد ألقى كلمة بمناسبة اليوم العالمي للغة العربية، قائلا: “فيها نقرأ ماضينا وبها نسطر حاضرنا ونفكر لبناء مستقبلنا، ولما لا وهي ركن من أركان هويتنا الوطنية”. وأضاف: “باتت اللغة العربية عصية على الانسحاق الحضاري بما اشتملت عليه من عناصر البقاء والخلود واستيعاب مستجدات العصر، بما حباها الله من استراتيجيات جعلتها صامدة في مواجهة حملات التغريب”، متابعا “اللغة العربية حظيت بقيمتها بين لغات العالم بما امتن الله بها بأن جعلها لغة كتابه العزيز، والذي وسعته لغة وغاية”. وأشار رئيس المجلس إلى أن الأسلاف قاموا بواجبهم تجاه اللغة العربية فأدوا الأمانة على أتم ما يكون، لإدراكهم عظم المسؤولية وشرف المكانة التي أقامهم الله فيها، باعتبارها لغة قوية البنيان عظيمة الشأن بين لغات العالم، وهي تحتاج منا الجهود العظيمة لما تتعرض له من أخطار ممنهجة في محاولات لطمسها واغتيال معنويات المتمسكين بها واتهامها بعدم استيعاب الجديد ومحاولات إبعادها لتحل محلها اللغة الرقمية. واختتم كلمته قائلا: إن السبب فيما وصلت إليه اللغة العربية هو وسائل التواصل الاجتماعي التي كادت تعصف بها، مؤكدا أن الاهتمام باللغة العربية يأتي تفعيلا لنص المادة الثانية من الدستور التي تنص على أن ديانة الدولة هي الإسلام واللغة العربية هي لغتها الرسمية.