يشارك المنتدى العربى الأوروبي للحوار وحقوق الإنسان و الشبكة العربية للإعلام الرقمي بمداخلة مكتوبة على هامش أعمال الدورة ٥٠ لمجلس حقوق الإنسان والمنعقدة في جنيف خلال الفترة من ١٣ يونيو وحتى ١٨ يونيو الجاري، وذلك تحت البند التاسع وعنوانه العنصرية والتمييز العنصري وكره الأجانب وما يتصل بذلك بشكل من أشكال التعصب : متابعة وتنفيذ إعلان وبرنامج عمل ديربان .
ناقشت الورقة تفاقم ازمة العنصرية ومعاناه اللاجئين على هامش الحرب الاوكرانية وما كشفته الازمة الاوكرانية عن كثير من الثغرات ونقاط الضعف فى منظومة حقوق الانسان الدولية سواء من ناحية مواجهة جرائم الحرب المترتبة على عملية الغزو العسكرى الروسى للاراضى الاوكرانية ، او ما ترتب عليها من انتهاكات انسانية طالت المهاجرين او طالبى اللجوء ، وتحديدا من جانب اجهزة الاعلام حيث استخدمت بعضها لغة التحيز والعنصرية ضد العرب و اصحاب البشرة السمراء ، بالاضافة الى عدم السماح لبعضهم بعبور الحدود الاوكرانية والحصول علي فرصة الى الحياة فى مكان امن فى الدول المستقبلة للمهاجرين واللاجئين بعيدا عن ولايات الحرب .
و قال أيمن نصري رئيس المنتدى العربي الأوروبي للحوار وحقوق الإنسان في جنيف أنه في إطار متابعة أوضاع حقوق الإنسان ورصد التجاوزات والانتهاكات خلال الحرب الروسية الأوكرانية والتي تتم طبقا للضوابط الأممية المتعارف عليها من قبل المفوضية السامية لحقوق الإنسان الذراع التنفيذي للمجلس الدولي لحقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة تقدم المنتدى بالتعاون مع الشبكة العربية للإعلام الرقمي وحقوق الإنسان بمداخلة مكتوبة الى المجلس الدولى تتناول الانتهاكات العنصرية التى شهدتها الحرب الروسية الاوكرانية وتأثيرها السلبى على اوضاع اللاجئين .
أكد نصري أن المداخلة ركزت بشكل كبير على أرتفاع واضح في لغة التعصب والعنصرية في وسائل الإعلام الغربية خاصة ضد العرب وأصحاب البشرة السمراء وهو الأمر الذي يتنافي بشكل كبير مع المواثيق والأعرف الدولية التي تجرم كل أشكال العنصرية والتمييز ضد الأجانب كما كشفت الأزمة تصنيف الغرب لمواطني دول الصراع المسلح في منطقة الشرق إلي مواطنين من الدرجة الثانية وأنه لا يمكن بأي حال من الأحوال مساواتهم بمواطني دول الإتحاد الأوروبي وهو الأمر الذي يعد ضربة قوية لكل المعايير الانسانية والأخلاقية والتي طالما ما تشدق بها الغرب واستخدمها فقط لخدمة مصالحه الاقتصادية والسياسية في المنطقة .
ومن جانبه أكد محمود بسيونى رئيس الشبكة العربية للإعلام الرقمي وحقوق الإنسان أن التغطيات الصحفية الغربية اتسمت بالعنصرية و قارنت بكل مخجل بين مـأساة الغزو الامريكى للعراق والغزو الروسى لاوكرانيا وقالت ان الشعب الاوكرانى ليس العراقى او السورى وهوما يعد انتهاك لمبدأ المساواة الحاكم في الالتزام بمبادئ الاعلان العالمي لحقوق الانسان الذى نص على المساواة الكاملة بين كل البشر .
وشدد بسيونى على ان نشر مثل هذه التعبيرات العنصرية تعد مخالفة صريحة للمادة الرابعة من الاتفاقية الدولية لمكافحة التمييز العنصرى وتنص على ان الدول الأطراف في الاتفاقية تشجب جميع الدعايات والتنظيمات القائمة علي الأفكار أو النظريات القائلة بتفوق أي عرق أو أية جماعة من لون أو أصل اثني واحد، أو التي تحاول تبرير أو تعزيز أي شكل من أشكال الكراهية العنصرية والتمييز العنصري، وتتعهد باتخاذ التدابير الفورية الإيجابية الرامية إلي القضاء علي كل تحريض علي هذا التمييز وكل عمل من أعماله، وتتعهد خاصة، تحقيقا لهذه الغاية ومع المراعاة الحقه للمبادئ الواردة في الإعلان العالمي لحقوق الإنسان وللحقوق المقررة صراحة في المادة 5 من هذه الاتفاقية، باعتبار كل نشر للأفكار القائمة علي التفوق العنصري أو الكراهية العنصرية، وكل تحريض علي التمييز العنصري وكل عمل من أعمال العنف أو تحريض علي هذه الأعمال يرتكب ضد أي عرق أو أية جماعة من لون أو أصل أثني آخر، وكذلك كل مساعدة للنشاطات العنصرية، بما في ذلك تمويلها، جريمة يعاقب عليها القانون.
ودعت المداخلة اجهزة الامم المتحدة لفت نظر وسائل الاعلام الدولية بالالتزام بالمعايير المهنية في التغطية الاعلامية المستقلة خلال الصراعات المسلحة وان تكشف الانتهاكات التي يتعرض لها اللاجئين ، حيث تعد الممارسات الاعلامية جزء لا يتجزأ من الحرب نفسها و إلا تعلي من العنصرية بين الشعوب و تنتهك وتحطم المبادئ الاساسية لحقوق الانسان القائمة علي مبدأ المساواة بين كل البشر ، وان تتجنب اختراق مبادئ الحرية والموضوعية بانحيازها لعنصر بشري بعينه في اختراق واضح لمبادىء الامم المتحدة ولقيم حقوق الانسان التي يتساوى فيها جميع البشر وهي المساواة في نفس الحقوق ونبذ العنصرية والتمييز ومواجهة ازدواجية المعايير وفقا لجميع المواثيق الدولية وما تضمنته الشرعية الدولية لحقوق الانسان.