خاص / بروكسل
على هامش الذكرى الخامسة للهجمات الإرهابية التي ضربت بلجيكا عام 2016 نظّم «مركز بروكسل الدولي للبحوث وحقوق الإنسان» أول نشاط يُعقد على الإطلاق في البرلمان الفيدرالي البلجيكي بعد جائحة كورونا- بعنوان “تقييم السياسات الأمنية والسياسية: خمس سنوات بعد التفجيرات الإرهابية في بروكسل -خطر الإخوان المسلمين على الديمقراطية الأوروبية”، حيث عُرض كتاب “نزع الأسلحة- الصراع غير المتوازن في مواجهة الإيديولوجيات الإسلاموية المتطرفة» .
شهدت الفعالية حضورا رفيع المستوى، حيث شارك عدد كبير من السياسيين ومنسوبي السلك الدبلوماسي و كبار الشخصيات الأمنية وخبراء مكافحة الإرهاب في أوروبا، ومسؤولون مرموقون في وزارة الدفاع ومن الاستخبارات البلجيكية، وكان على رأس الحضور عضو البرلمان الفيديرالي البلجيكي كوين ميتسو، رئيس لجنة مكافحة الإرهاب في البرلمان البلجيكي؛ وآسيتا كانكوا عضو البرلمان الأوروبي؛ والسيدة دا باو هايدي، عضو منظمة فاي أوروبا والمتحدثة بإسم ضحايا الإرهاب، والكاتب والناشر كارل كرابا؛ والسيد ادي دا رادت رئيس ديوان الشرطة الفيدرالية القضائية البلجيكية . كما تضمنت الفعالية عرض فيديو يسرد تفاصيل كتاب « نزع الأسلحة»، ونقاشا مستفيضا عن خطورة تنظيم الإخوان المسلمين ومحاولاتهم الدؤوب لاختراق الأحزاب السياسية والتنظيمات الحقوقية في أوروبا.
عضو البرلمان الفيديرالي البلجيكي : كوين ميتسو
في مطلع الفعالية أكّد النائب البرلماني البلجيكي كون ميتسو رئيس لجنة مكافحة الإرهاب في البرلمان البلجيكي أن خطر التهديدات الإرهابية التي تنبع أساسا من الجماعات الإسلاموية المتطرفة، وتنظيم الإخوان المسلمين على وجه التحديد، لم ينته بعد، وقال إن أوروبا تواجه أخطارا عدة أهمها إعادة تشكّل الاسلام السياسي وتموقعه وتغلغله في النسيج السياسي الأوروبي، وأعرب عن مخاوفه البالغة على سلامة وأمن المجتمع إثر إطلاق سراح أكثر من 400 من المتهمين بالتطرف من السجون البلجيكية، وعدم متابعتهم بما يكفي نظرا لقلة الوسائل القانونية وشح الموارد المتاحة لرصد هذا العدد الكبير. كما أعلى السيد ميتسو من أهمية نشر التوعية لمحاربة التطرف والفكر الإخواني في بلجيكا، مؤكدا على ضرورة سن القوانين الرادعة ذات الصلة. كما شدد رئيس لجنة مكافحة الإرهاب في البرلمان البلجيكي أيضا على أهمية دور السياسيين والمفكرين في هذا المجال، وطرح خمسين توصية تضمنت وضع تنظيم الإخوان في القائمة السوداء نظرا لخطورتهم.
عضو البرلمان الأوربي اسيتا كانكو
أما عضو البرلمان الأوروبي اسيتا كانكو فطالبت بدعم موارد الشرطة الأوروبية (يوروبول) في شتى المجالات، وعلى ضرورة التنسيق بين دول الاتحاد، وللالتفات لمجابهة المجموعات الإرهابية المسلحة في منطقة الساحل والصحراء، وعدم ترك فرنسا تضطلع بمفردها بهذا العبء الكبير. كما أشادت كانكو بكتاب نزع الأسلحة، وعدّته مرجعا رئيسا في مجاله، وأضافت بأنه نقطة تحوّل جوهرية في التنظير الفكري لأيلولة الصراع.
أما النائب البرلماني تيو فرانكن وزير الهجرة السابق، فأوضح أن الجماعات الإسلاموية المتطرفة، وبشكل خاص جماعة الاخوان المسلمين، تمثّل خطرا داهما على أوروبا، وقال إن جماعة الإخوان المسلمين هي السبب الرئيس في نشر الإيديولوجيات والأفكار المتطرفة.
النائب البرلماني تيو فرانكن وزير الهجرة السابق
كما شدد النائب البرلماني تيو فرانكن على ضرورة التكاتف بين مختلف الفئات والناشطين لمواجهة تلك الأخطار، وعلى التعاضد لطرح بدائل فكرية لتلك الجماعات وأفكارها، خاصة وأن تلك الجماعات تحظى بإمكانيات مالية وتنظيمية ضخمة تساعدها على التغلغل القوي في نسيج البلدان الأوروبية، ووجّه فرانك نداء عاجلا للسياسيين لمواجهة خطر البروباغاندا الضخمة التي تطلقها الجماعات المتطرفة، ولمجابهة محاولاتهم المحمومة لاختراق الأحزاب السياسية .
تجدر الإشارة إلى أن المؤتمر يأتي في الذكرى الخامسة للهجمات الإرهابية في بلجيكا، وفي ظل الإدراك المُتزايد في الدول الأوروبية للتحدّيات الأمنية الكبيرة التي ما زالت تواجهها رغم انهزام داعش، علاوة على القناعة التي زادت رساخة بضرورة بذل المزيد من الجهود وإصدار القوانين الرادعة وتطبيق الإجراءات العملياتية اللازمة لمجابهة آفة التطرف والأخونة التي فاقمت من عدد وحدّة الأعمال العنيفة والإرهابية في موجة “الإرهاب الجديد” التي يتولى كبرها تنظيم الإخوان المسلمين، علاوة على دورهم المؤثر في نشر الكراهية وإحداث شروخات دامية في المجتمعات.