خاص / رام الله
مع اقتراب أول انتخابات فلسطينية منذ أكثر من 15 عاما، تتجه الأنظار الى حركة التحرير الوطني الفلسطيني فتح التي تواجها تحديات كبيرة قُبيل الاستحقاق الانتخابي يمكن تلخصيها في ملف الانشقاقات الداخلية الذي يعصف بالحركة منذ سنوات.
ناصر القدوة ابن شقيقة ياسر عرفات وعضو اللجنة المركزية لفتح كان قد أعلن نيته خوض الانتخابات القادمة قي قائمة مستقلة عن فتح تحمل اسم الملتقى الوطني الديمقراطي الفلسطيني.
لترد فتح بفصل القدوة من الحركة حيث جاء القرار وفقا للبيان الرسمي الصادر عن اللجنة المركزية لفتح “بناءً على قرارها الصادر عن جلستها بتاريخ الثامن من الشهر الجاري، والذي نص على فصله، على أن يعطى 48 ساعة للتراجع عن مواقفه المعلنة المتجاوزة للنظام الداخلي للحركة وقراراتها والمسّ بوحدتها”.
هذا وقد وصف جبريل الرجوب امين سر اللجنة المركزية لفتح قرار القدوة بالعبثي حيث جاء في حواره الأخير مع وكالة الاناضول التركية “القدوة أخطأ والمش قادر يصلح ويحدث تغيير من داخل الإطار التنظيمي سيستطيع فعل ذلك من خارجه؟”.
بعض المصادر داخل فتح تحدثت عن دور حماس في فصل القدوة رغم الحصانة التنظيمية التي يتمتع بها لاعتباره عضوا في اللجنة المركزية لفتح حيث صرح كل من معتصم الجعبري وعبد الرحمن الكيلاني وحاتم القادر أعضاء الفريق الإعلامي للملتقى الوطني الديمقراطي الفلسطيني ان موقف القدوة الرافض لتحالف فتح وحماس دفع القيادات الحمساوية لاشتراط فصله.
ويحمل المقربون من القدوة جبريل الرجوب مسؤولية طرد ابن شقيقة ياسر عرفات من حركة فتح حيث يرى هؤلاء ان العلاقة التي تجمع الرجوب باعتباره ممثلا لفتح في مفاوضات المصالحة بقيادات حماس قد سرعت في قرار فصل مؤسس الملتقى الوطني الديموقراطي الفلسطيني.
وبمعزل عن مدى صحة التسريبات، يرى عدد من المهتمين بالشأن الفلسطيني ان حماس التي أضحت تتبنى منطق البراغماتية والواقعية السياسية تحاول استغلال مشاورات المصالحة التي زكاها الرئيس أبو مازن لاختراق القيادة الفتحاوية وتشتيتها عبر تغذية الصراعات السياسية داخلها.
رغم الجهود المُـضنية التي يقودها الرئيس محمود عباس لإنهاء الصراع القائم بين قطبي المقاومة فتح وحماس الا ان ازمة الثقة بين الجانبين لازلت مستمرة فالانقسامات التي تعيشها فتح اليوم هي ضريبة مباشرة لجديتها في انهاء انقسام لا تبدو حماس المسيطرة على قطاع غزة متضررة منه.