بقلم / أحمد بليحة
بعد مضي 14 عام على الإنقلاب في قطاع غزة والذي ذهب ضحيته خيرة أبناء الاجهزة الأمنية الفلسطينية، غزة تتجهز للعودة الى حضن الشرعية الفلسطينية عبر صناديق الاقتراع، ودون سقوط قطرة دم واحدة.
هي ليست حنكة سياسية لقيادة حركة فتح ممثلةً بقائدها محمود عباس، بقدر ما هي عقيدةً راسخة داخل حركة فتح بحرمة الدم الفلسطيني.
فحركة تحرر وطني كحركة فتح، أعلنت ثورتها ضد أعتى وأقذر احتلال عبر التاريخ، في ظل مرحلة استعمارية غربية عانت منها المنطقة العربية، لم ولن تسجل على نفسها أنها استباحت الدم الفلسطيني.
فتح تعلنها اليوم بكل قوة، أنها ذاهبة الى خوض المعركة الانتخابية وهي مسلحةً بصدق انتماء أبنائها، والتفاف شعبها حول برنامجها السياسي، ميقنةً بأن النصر سيكون حليفها، كيف لا وهي الحركة الوحيدة على الساحة الفلسطينية التي تمتلك الامكانات كافة للعبور بالمشروع الوطني الفلسطيني والمواطن الفلسطيني الى بر الأمان.
فتح التي خاضت المعارك من أجل الحفاظ على استقلالية القرار الوطني الفلسطيني أعلنتها وتعلنها للجميع، أن المال السياسي الملوث لن يحيدها عن مسارها الوطني المعبَّد بدماء الشهداء والجرحى وأهات الأسرى في سجون الاحتلال.
فتح التي خاضت المعارك مع المحتل الصهيوني بدايةً من معركة عيلبون مرورا بالكرامة والنفق وانتفاضة الاقصى وصولا الى معركة البوابات الالكترونية واسقاط صفقة ترامب، تتجهز اليوم لخوض المعركة الانتخابية من أجل اعادة اللُحمة بين شقيِّ الوطن، تعزيزاً لصمود المواطن الفلسطيني على أرضه، كي تتفرغ لمواجهة التحديات التي تواجه المشروع الوطني، لا سيما في ظل التنافس الايراني التركي على فرض سيطرتهما على قرار الشعب الفلسطيني في غزة.
فحركة فتح التي تغاضت عن جرحها النازف، ووقفت الى جانب خصمها الأزلي حماس ضد العدو الصهيوني عندما حاول وصمها بالحركة الإرهابية لدى الأمم المتحدة، قادرة على تغليب المصلحة الوطنية على المصلحة الحزبية للعبور بالمشروع الوطني الفلسطيني الى بر الأمان.
وفتح التي أيقنت ان وصف التنظيمات الفلسطينية بالإرهاب هو ادانة للنضال والتضحيات الفلسطينية عبر التاريخ، قادرة على التمييز بين ما يحقق مصلحة شعبها وما يلحق به الضرر.
فتح التي لم تستسلم للعقوبات الاقتصادية التي فرضتها الادارة الأمريكية والكيان الصهيوني من أجل قطع رواتب الأسرى الأبطال، هي الأجدر والأقوى والأئمن على قيادة الشعب الفلسطيني.
أخيرا وليس أخرا حركة فتح أعلنتها للجميع، أنها حركة انطلقت لأجل فلسطين وستحارب من أجل فلسطين وستنتصر لفلسطين مهما تكالبت عليها قوى الظلام.