قالت تقارير إن المعارضة التركية تعمل على توسيع تحالفاتها استعدادًا لمواجهة أردوغان في الانتخابات المقبلة ما أقلق حزب العدالة والتنمية، فيما أعلنت إيران أنها ستربط إيران بالعراق وسوريا والبحر المتوسط ما سيسهم في تحقيق تغيير كبير في المنطقة.
وتطرقت الصحف العربية خلال الأسبوع الماضي، إلى الوضع التركي الداخلي، وإلى التحركات الإيرانية في المنطقة، إلى جانب التصعيد في فلسطين.
‘المعارضة التركية توسّع تحالفاتها استعدادًا لمواجهة أردوغان’
البداية من الشأن التركي، وفي هذا السياق قالت صحيفة العرب: “أعلنت زعيمة الحزب الصالح التركي ميرال أكشنار وجود مفاوضات مع الحزبين المنشقين حديثًا عن حزب العدالة والتنمية الحاكم من أجل الانضمام إلى تحالف الأمة ورص الصفوف في جبهة وحدة استعدادًا للاستحقاق الانتخابي في 2023، في خطوة قال مراقبون إنها تجهض استراتيجية الرئيس التركي رجب طيب أردوغان القائمة على تقسيم المعارضة وتشتيتها، ما يسهل أمامه تمديد ولايته.
وفي إشارة إلى استطلاعات الرأي الأخيرة التي أظهرت أن حزب العدالة والتنمية الحاكم عند أدنى مستوى من الدعم منذ إنشائه، قالت أكشنار “حزب العدالة والتنمية يحقق نسبة 25 في المئة. جنبًا إلى جنب مع حزب الحركة القومية لديهم حوالي 42 في المئة. من ناحية أخرى، فإن تحالف الأمة ينمو. إن الحزب الصالح ينمو، وحزب الشعب الجمهوري لا يخسر الأصوات، والحزب الاشتراكي لا يعمل بشكل سيء”.
وأضافت “يبدو أنه سيكون هناك تعاون. أنا أتحدث عن حزبي المستقبل وحزب الديمقراطية والتقدم”، وتابعت “ونتيجة لهذه التحالفات الجديدة، لا يبدو أنه من الممكن بقاء تحالف السلطة السابق ما بين العدالة والتنمية وحزب الحركة القومية وليس هناك احتمال باحتفاظهما بمواقعهما السابقة”.
ويؤسس انضمام حزب الديمقراطية والتقدم الذي يقوده علي باباجان وحزب المستقبل بقيادة أحمد داوود أوغلو إلى تحالف الأمة، وهو كتلة معارضة تأسست لتحدي حكم أردوغان الذي دام 19 عامًا، لتعزيز التعاون بين أحزاب المعارضة، في وقت تآكلت فيه شعبية الحزب الحاكم ورئيسه.
ورغم حداثة نشأتهما استطاع الحزبان المنفصلان عن حزب العدالة والتنمية، حصد المزيد من الأصوات التي كانت تذهب لمصلحة الحزب الحاكم، وذلك رغم حداثة تأسيس كل منهما، حيث يعتبر باباجان وداوود أوغلو من بين الشخصيات السياسية من ذوي الوزن الثقيل الذين خدموا في مناصب مختلفة رفيعة المستوى في حكومات العدالة والتنمية.
وتلتقي الأحزاب الوليدة في هدف معلن وهو إنقاذ تركيا وإعادتها للمسار الصحيح وتصحيح علاقاتها الخارجية ورأب التصدعات الداخلية وحماية الحقوق والحريات.
‘روحاني يعد بـ«ربط» إيران بالعراق وسوريا والبحر المتوسط’
وعن التحركات الإيرانية في سوريا والمنطقة، قالت صحيفة الشرق الأوسط: “اعتبر الرئيس الإيراني، حسن روحاني، أن ربط شبكة السكك الحديدية بين مدينتي شلمجه في إيران والبصرة في العراق مشروع «مهم للغاية»، وسيربط البلدين بسوريا ومنطقة البحر المتوسط، مشددًا على أن المشروع سيسهم في تحقيق تغيير كبير في المنطقة”.
وأشار إلى أن مدن عبدان وشلمجه وخرمشهر تقع في منطقة استراتيجية ذات أهمية كبيرة، معربًا عن أمله في أن «نشهد تغييرًا كبيرًا في المنطقة من خلال الاتفاق الذي حصل مع العراق حول ربط شبكة سكك الحديد بين مدينتي شلمجه والبصرة».
وأكد روحاني أن «ربط شبكة سكك الحديد بين إيران والعراق وسوريا سيوفر الأساس أمام ربط إيران بالبحر المتوسط، الذي يحظى ببالغ الأهمية». وقال إن الحكومة تتابع هذا المشروع على «الصعيدين السياسي والعملياتي، على أن يكمل في السنوات المقبلة».
وكان وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف أعلن، خلال زيارته إلى دمشق، افتتاح القنصلية العامة الإيرانية في مدينة حلب، بـ«موافقة الرئيس بشار الأسد، بهدف توسيع نطاق التعاون الاقتصادي والثقافي والتجاري بين البلدين».
وأشارت مصادر إلى أن إنشاء شبكة سكك حديدية من إيران إلى البحر المتوسط يأتي ضمن بنود مذكرة التفاهم بين الصين وإيران التي وُقعت أخيرًا.
ونصت على «تشجيع ودعم المستثمرين الصينيين للاستثمار في المناطق الخاصة والحرة في إيران، خصوصًا في المناطق الحرة في قشم وأروند (المحمرة/شط العرب) وماكو» و«جذب الاستثمارات الصينية في إنشاء منظومة السكك الحديدية الرئيسة في إيران مثل أصفهان – شيراز، وطهران – مشهد، والسكك الحديدية فائقة السرعة من طهران – تبريز، والمشاركة في بناء الطرق السريعة، بما في ذلك الطريق السريع، شمال – طهران» و«تحديد مشروع صناعي أو خدمي مشترك في دول ثالثة، بهدف المشاركة في إعادة إعمار دول المنطقة، بما في ذلك العراق وأفغانستان وسوريا»، بالإضافة إلى «بدء بناء ممر سكك الحديد من باكستان وإيران إلى العراق – سوريا، وتنفيذ المشاريع ذات الصلة».
‘مؤشرات على توسع التصعيد في فلسطين’
فلسطينيًّا، قالت صحيفة البيان: “تُنبئ سلسلة التطورات المتصاعدة بين الفلسطينيين وإسرائيل، بأن القادم ربما يكون أكثر اتساعًا وعنفًا، ما لم تثمر الجهود الدولية تهدئة سريعة وملزمة، ويزداد الموقف توترًا، ويأخذ خطوات تصعيدية أخرى.
ولعل أهم التطورات ما حدث خلال الـ 24 ساعة الأخيرة، بإطلاق صواريخ من قطاع غزة على أهداف إسرائيلية، ورد إسرائيلي بهجمات على أهداف فلسطينية بالقطاع، ما أسفر عن سقوط نحو عشرات الضحايا، وبحسب خبراء ومحللين، فإن هذا التطور يُنبئ عن مزيد من التدهور على مستوى العلاقة ما بين قطاع غزة وإسرائيل، إذ ربما تستمر الاشتباكات وتمتد لتشمل مناطق جديدة. بعض التحليلات أشارت إلى أنه ليس من مصلحة الفلسطينيين أن ينتقل الصراع من القدس إلى غزة.
فهناك قصف متبادل ذو صدى أمني دوليًّا، ليس على غرار الصدى المحلي والعربي والدولي، الذي نتج عن أحداث القدس، لما تشكله المدينة المقدسة من رمزية سياسية ودينية وتاريخية. بعض المراقبين ذهبوا إلى أبعد من ذلك، فقالوا إن هناك مخاوف في الشارع الفلسطيني.
والمقدسي على وجه الخصوص، من انحراف بوصلة المواجهة الفلسطينية الإسرائيلية إلى قطاع غزة على حساب القدس، التي أعادت القضية الفلسطينية إلى واجهة الاهتمام العربي والإسلامي والدولي، خصوصًا عندما يتعلق الأمر بالمسجد الأقصى المبارك، ووفقًا لهؤلاء المراقبين، فإن تداعيات الأحداث تشي بتوسيع المواجهة بين إسرائيل وقطاع غزة، وهذا ما لا يفضله أهل القدس، الذين يريدون أن يظل التركيز الإعلامي والاهتمام الدولي على المدينة، خصوصًا أن أحداثها لاقت تفاعلًا محليًّا وعربيًّا وإسلاميًّا ودوليًّا.
وبوجه عام، فإن المواجهة الحالية، مرشحة للاستمرار لفترة أطول، ما لم يتم التوصل إلى حل يوقف التدهور الحاصل، وربما تدفع التطورات الجارية بالأمور إلى مزيد من التصعيد في الأيام المقبلة، خصوصًا أن الصدامات عمّت أغلبية مدن الضفة الغربية، والداخل الفلسطيني.