تعقد محكمة موسكو، اليوم الإثنين، جلسة للنظر في طلب النيابة العامة تصنيف منظمات المعارض الروسي أليكسي نافالني كمنظمة “متطرّفة”.
ويبدأ القضاء الروسي، اليوم، النظر في طلب النيابة العامة تصنيف منظمات المعارض المسجون أليكسي نافالني “متطرّفة”، في قضية يعتبر أنصاره أنها تهدف إلى حظر شبكته، بحسب وكالة فرانس برس.
وتأتي الجلسة الأولى المغلقة في هذه القضية المقررة في محكمة موسكو البلدية، عشية قراءة أولى في مجلس الدوما لمشروع قانون يمنع الأشخاص المرتبطين بمنظمات مصنّفة “متطرّفة” من انتخابهم نوابًا.
وسبق أن طلبت النيابة الروسية في منتصف نيسان/ أبريل تصنيف منظمات عدة مرتبطة بنافالني بأنها “متطرفة”، في إجراء يجعل المتعاونين مع المعارض ومناصريه يواجهون عقوبات قاسية بالسجن.
ونافالني مسجون منذ كانون الثاني/ يناير، وأضرب عن الطعام لثلاثة أسابيع الشهر الماضي.
ويستهدف طلب النيابة العامة صندوق مكافحة الفساد الذي أسسه نافالني والمعروف بتحقيقاته التي تستهدف أسلوب حياة النخب الروسية وعمليات اختلاس أموال، وكذلك المكاتب المحلية للمعارض التي تهتمّ خصوصًا بتنظيم التظاهرات الداعمة له والأنشطة الانتخابية.
وتتّهم النيابة منظمات نافالني بالسعي إلى “التسبب بظروف تؤدي إلى انعدام الاستقرار على صعيد الوضعين الاجتماعي والاجتماعي السياسي” في روسيا “تحت غطاء شعارات ليبرالية”.
وأكد المحلل المستقل عباس غالياموف لوكالة فرانس برس أن “المعارضة ستُدمَّر”، معتبرًا أن “من خلال تدمير المعارضة، ستدّمر السلطات شرعيتها”.
ومع اقتراب موعد الانتخابات التشريعية في أيلول/ سبتمبر، يسعى الكرملين إلى عدم ترك أي فرصة لهذه الحركة على خلفية استياء متزايد لدى الشعب الروسي بعد عقدين من حكم بوتين، وتدهور الوضع الاقتصادي في البلاد جراء أزمة فيروس كورونا.
ومن المفترض أن ينظر مجلس الدوما، الثلاثاء، في مشروع قانون يمنع انتخاب أي شخص شغل منصب مسؤول في هذه المنظمة خلال الأعوام الثلاثة قبل تصنيفها “متطرّفة”، إلى عضوية مجلس النواب.
ويُتوقع إقرار النصّ الذي اقترحته مجموعة نواب من حزب “روسيا الموحدة” الحاكم، قبل الانتخابات التشريعية في أيلول/ سبتمبر وسيكون له مفعول رجعي، بحسب مُعدّيه.
وكان نافالني المعارض الروسي الأبرز والناشط المناهض للفساد، ينوي تقديم مرشّحيه للانتخابات التشريعية أو دعم مرشحين من أحزاب أخرى لديهم قدرة أكبر على التفوق على ممثلي الحزب الحاكم.
وفي حال تمّ تصنيف هذه المنظمات متطرفة، فستكون بحكم الأمر الواقع محظورة وسيصبح أعضاؤها مهددين بعقوبات بالسجن. ردًّا على ذلك، أعلنت مكاتب نافالني الإقليمية في روسيا حلّ نفسها في نهاية نيسان/ أبريل.
وتمّت إضافة هذه الشبكة في أواخر نيسان/ أبريل إلى قائمة منظّمات “متطرّفة وإرهابية” أعدّها جهاز الاستخبارات المالية الروسي والتي تضمّ خصوصًا تنظيم القاعدة وداعش.
وترى ليوبوف سوبول إحدى أبرز حليفات نافالني أن طرح مشروع قانون كهذا يعني أن الحزب الحاكم يشعر “بخوف رهيب من منافسة نزيهة”.
وكتبت ليوبوف سوبول مطلع أيار/ مايو على فيسبوك “يبدو أن الدعاية وعمليات التزييف لم تعد تساعد المرشحين المفضلين لهؤلاء الناس”. وسبق أن أعلنت ليوبوف البالغة (33عامًا) نيّتها المشاركة كمستقلّة في الانتخابات التشريعية.
وأجرى صندوق مكافحة الفساد في كانون الثاني/ يناير تحقيقه الأشهر الذي اتّهم فيه بوتين بأنه يمتلك “قصرًا” فخمًا على ضفاف البحر الأسود. وحصد الفيديو أكثر من 116 مليون مشاهدة على منصة يوتيوب وأرغم بوتين على نفي الأمر شخصيًّا.
وتعرّضت مراكز منظمات نافالني ومنازل المتعاونين معه لعمليات تفتيش مرات عدة في السنوات الأخيرة، وهي اجراءات قضائية يعتبرها المعارض أنها تهدف إلى إسكاته.