تناقش صحف عربية قضية التغير المناخي قبل بضعة أيام من انطلاق مؤتمر الأمم المتحدة لتغيير المناخ «كوب 26» المقرر بين 31 أكتوبر/تشرين الأول الجاري و12 نوفمبر/تشرين الثاني المقبل في مدينة غلاسكو الاسكتلندية.
وتناقش الصحف المبادرات المختلفة في دول عربية قبل القمة المرتقبة،
خصوصا المبادرة الخضراء” التي أطلقتها السعودية
حيث أعلنت أنها تهدف إلى الوصول للحياد الكربوني (صفر في المئة صافي انبعاثات الكربون) بحلول عام 2060.
“أشد فتكا من الحروب”
يقول عبودي جواد حسن في صحيفة رأي اليوم اللندنية:
إن مؤتمر الأمم المتحدة المقبل “يمثل دعوة الى دول العالم لتغيير أو تعديل أنماط المعيشة فيها
لتقليل المخاطر التي يواجها العالم وتهدده”.
ويتساءل جواد حسن:
“هل تقدم شعوب العالم تنازلات من أجل الاستمرار في الحياة أو أن بعضها سيغّلب مصالحه الخاصة على مصلحة البشرية جمعاء ؟”
ويرى الكاتب أن:
“نجاح المؤتمر يمثل الخطوة الأولى نحو النجاح في مقاومة المخاطر التي تواجهها مخلوقات هذا الكوكب.
على البشرية الاختيار بين التفاوت والتباين في درجة رفاه العيش وبين استمرار الحياة على هذا الكوكب”.
ومن جانبه، يرى حكيم مرزوقي في صحيفة العرب اللندنية أن “جائحة التغير المناخي أشد فتكا من الحروب”.
يقول مرزوقي:
“الحروب القادمة لن تندلع بسبب خلافات سياسية وغايات توسعية سيادية…
بل بسبب المياه والامتيازات المناخية، إذ سوف يكون البقاء لصاحب المياه الأوفر والطقس الأنقى والمناخ الأنسب”.
ويشير الكاتب إلى تحديات تغير المناخ التي يواجهها العراق ومعظم البلدان العربية،
بما تتسبب فيه من مشاكل معيشية واجتماعية.
ويرى أن تأثيرات التغير المناخي “أحد العوامل الرئيسية وراء النزاع في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا”.
ويختم مقاله بالقول:
“الحقيقة أن شعوبنا تأمل في ‘ربيع عربي من نوع آخر’ … ‘ربيع مناخي’ يتعلق بمستقبل صحة أطفالنا بعد التعافي من جائحة كوفيد-19”.
ويقول موقع العين الإماراتي إن قمة غلاسكو بمثابة “فرصة الحسم الأخيرة أو الكارثة الحتمية”.
ويرى إميل أمين في صحيفة الشرق الأوسط اللندنية أن “البشر هم أصل الأزمة البيئية التي يعيشها عالمنا المعاصر”.
ويرجع السبب في ذلك إلى قيام الإنسان بـ “التسلط على الطبيعة، مستغلاً إياها ومدمرًا جذورها”.
ويقول الكاتب في مقال آخر في موقع العين الإماراتي:
“ما بين الآمال في استنقاذ كوكب الأرض والمخاوف من الإخفاقات الواقفة خلف الباب،
تنظر شعوب العالم إلى المجتمعين هناك نظرة أملٍ أخيرة،
لا سيّما بعد أن بلغت حالة الكوكب مناخيًّا وضعًا غير مسبوق، وبات البشر تحت سيف الطبيعة المُسلَّط بقوّة وحِدّة”.
ويرى إميل أمين أن “المهمّة الرئيسية في غلاسكو هي التوصل إلى اتفاق جديد للحدّ من ارتفاع درجات الحرارة على سطح كوكب الأرض” وأن “أمام المجتمعين في غلاسكو علامة استفهام جذرية ينبغي عليهم التوقف معها بعمق وبضمير حي: “هل لدى البشر مكان آخر للعيش فيه؟ “
وينتهي بالتساؤل: “لماذا هذا الصمت أمام تدهور أحوال الكوكب الأزرق؟”
العرب والتغير المناخي
يسرد سعد الدين إبراهيم في صحيفة المصري اليوم أسباب تأخر العرب في الاهتمام بقضايا المناخ، قائلا إن “العرب ربما كانوا أحوج شعوب الأرض للاهتمام بقضايا المناخ والبيئة، لأنهم يواجهون تهديدات حياتية جماعية، في مقدمتها الفقر المائي المتزايد”.
ويدعو في ختام مقاله إلى “أن تتضمن المناهج التربوية والبرامج الإعلامية مواد مستمرة للتوعية بأهمية الحفاظ على بيئة نظيفة”.
وفي صحيفة الشرق الأوسط اللندنية، يدعو غسان شربل حكومات الشرق الأوسط أن “تتحرك قبل فوات الأوان وموعد الرياض اليوم خطوة جريئة في هذا الاتجاه”.
ويشير الكاتب إلى أهمية المبادرات العربية في هذ الاتجاه، ومنها المبادرة السعودية. فمن وجهة نظره، “من الصعب الرهان على علاج يأتي من الخارج. فالدول الكبرى ليست أصلاً جمعيات خيرية. وليس من عادة العالم أن يساعد من لا يبادر إلى مساعدة نفسه”.
خارطة طريق لحماية البيئة
تقول صحيفة اليوم السعودية في افتتاحيتها إن المبادرة السعودية تهدف لأن تكون “خارطة طريق لحماية البيئة ومواجهة تحديات التغير المناخي”.
وتضيف أن المبادرة تسهم في “تنمية الاقتصاد الأخضر وخلق فرص عمل نوعية، وتوفير فرص استثمارية ضخمة للقطاع الخاص”.
وتقول صحيفة الرياض في افتتاحيتها أيضًا إن المبادرة السعودية “حرصت على ألا يكون إنعاش الاقتصاد على حساب البيئة، فوازنت بين الجانبين بحكمة وتعقل، تحافظ على البيئة من جانب، وترتقي بالاقتصاد من جانب آخر”.
ويقول خالد المطرفي في صحيفة الرياض إن تنظيم السعودية للقمة هو “رسالة مباشرة من أنها ليست فقط مجرد “دولة نفطية” بل دولة منتجة للطاقة تقود الخطى نحو مستقبل جديد للطاقة النظيفة المتجددة”.
وعن المبادرة الإماراتية الخاصة بتحييد الكربون، ترى مناهل ثابت في صحيفة البيان الإماراتية أن معرض «إكسبو 2020 دبي» “يسعى حثيثاً وبجهد كبير لتعزيز وتعميم صفة «محايدة الكربون» في تفاصيل مخرجات الاقتصاد العالمي بشكل كلي… لغاية جليلة هي إنقاذ كوكب الأرض، وتحقيق أهداف التنمية المستدامة إلى أبعد مدى زمني ممكن”.
وتدعو سوسن الشاعر في صحيفة الوطن البحرينية إلى أن تشن الحملة الوطنية «دمت خضراء» حملة أخرى للمساهمة بالتشجير بين المؤسسات والأفراد والأسر والبيوت وكذلك التوعية بقضية البيئة والمناخ وأهميتها والبحث عن أفضل الأشجار المثمرة التي يمكن أن تعيش في البيئة البحرينية وتساهم في التخفيف من حرارة الجو.
إقرأ أيضاً: