لازالت التداعيات السلبية للحرب الروسية الأوكرانية مستمرة على الأمن الغذائي في جميع أنحاء العالم وذلك من خلال التأثير المباشر على أسواق الحبوب والطاقة العالمية، لاسيما و الأدوار الرئيسية لكلا البلدين في أسواق الغذاء العالمية، فضلا عن دور روسيا في مجال الطاقة .
ويأتي الصراع في وقت احتياجات إنسانية غير مسبوقة
مع تداعيات تغير المناخ والصراعات وجائحة كوفيد-19 التي تدفع الملايين إلى الاقتراب من المجاعة
كما أن ارتفاع التضخم والديون القياسية يقيدان قدرة البلدان على مواجهة التحديات المتكررة.
حيث هناك 44 مليون شخص في 38 دولة على حافة المجاعة
ومن المتوقع أن يؤدي الصراع إلى ازدياد العدد العالمي للأشخاص الذين يعانون من نقص التغذية بمقدار 8 إلى 13 مليون شخص في العام القادم
وأكثرهم في منطقة آسيا والمحيط الهادئ، وتليها قارة أفريقيا.
ارتفعت أسعار الغذاء والوقود الدولية بشكل حاد منذ بداية الصراع
مما يؤثر على أسعار المواد الغذائية المحلية وبالتالي على الوصول إلى الغذاء.
وفي الوقت نفسه
تؤدي الزيادات في أسعار الحبوب والنفط إلى زيادة تكلفة عمليات برنامج الأغذية العالمي
مما يقلل من القدرة على خدمة المحتاجين ويزيد من أزمة الغذاء العالمية.
فروسيا وأوكرانيا من أهم منتجي السلع الزراعية في العالم في قطاع الحبوب،
حيث يصدرون 28% من الشحنات العالمية من القمح والميسلين، و20% من الذرة.
وكانت مساهمتهم في الإنتاج العالمي مهمة بشكل خاص لزيت عباد الشمس
حيث كان أكثر من نصف الإنتاج العالمي من البلدين خلال هذه الفترة.
كما ينعكس تركيز الصادرات المرتفع الذي يميز أسواق السلع الغذائية على قطاع الأسمدة
حيث يلعب الاتحاد الروسي دور المورد الرئيسي للمجموعات الرئيسية الثلاث للأسمدة- النيتروجين والفوسفور والبوتاسيوم.
يعتبر الاتحاد الروسي وأوكرانيا من الموردين الرئيسيين للعديد من البلدان التي تعتمد بشكل كبير على استيراد المواد الغذائية والأسمدة.
ويقع العديد من هذه البلدان في مجموعة أقل البلدان نمواً
في حين ينتمي العديد من البلدان الأخرى إلى مجموعة البلدان ذات الدخل المنخفض والعجز الغذائي.
وبعض الدول كانت تعتمد بالكامل على الدولتين مثل إريتريا التي حصلت على كامل وارداتها من القمح في عام 2021 من كل من الاتحاد الروسي (53%) وأوكرانيا (47%).
ولاشك ان مصر من أكثر الدول تضررا من الحرب الروسية الأوكرانية نتيجة الاتصال المباشر لأمنها الغذائي
بالاعتماد على استيراد الحبوب الغذائية بشكل رئيسي من الدولتين طرفي الصراع
حيث تمثل واردات القمح حوالي 62% من إجمالي استهلاك القمح في مصر و الذي يعد عنصر غذائي رئيسي
لكننا واثقون في قدرة الدولة ومؤسساتها على التعامل بحرفية مع هذه التطورات والأحداث التى يشهدها العالم من حولنا.
إقرأ أيضاً: