دافع الرئيس الصيني شي جينبينغ الأربعاء عن أداء بلاده في مجال حقوق الإنسان بعدما كشفت معلومات صحافية جديدة عن أعمال قمع ضد أقلية الأويغور المسلمة في شينجيانغ.
منذ عدة سنوات
تتعرض شينجيانغ (شمال غرب) التي لطالما شهدت اعتداءات نسبت الى انفصاليين وإسلاميين من الأويغور، للقمع باسم مكافحة الإرهاب.
وتتهم تقارير وأبحاث غربية الصين باحتجاز نحو مليون من الأويغور وأفراد أقليات مسلمة أخرى في معسكرات إعادة تأهيل
او حتى فرض “العمل القسري” عليهم وإخضاعهم “لتعقيم قسري”.
أما واشنطن فتذهب إلى حد اتهام بكين بارتكاب “إبادة”.
الثلاثاء نشرت مجموعة تضم 14 وسيلة إعلام أجنبية سلسة وثائق قالت:
إن مصدرها قرصنة أجهزة كمبيوتر للشرطة في شينجيانغ.
وبين هذه الوثائق
آلاف الصور لا سيما بطاقات هوية تم عرضها على أنها التقطت في “معسكرات اعتقال” في المنطقة
وتظهر وجوه الكثير من “الأشخاص المحتجزين” بينهم مراهقون ومسنون.
جاء ذلك تزامنا مع زيارة مفوضة الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان ميشيل باشليه الى الصين.
هذه الزيارة تبدو صعبة للرئيسة التشيلية السابقة التي يمكن الا تحظى بامكانية تنقل حر ويمكن ان تستخدمها السلطات الصينية لغايات دعائية كما قال مراقبون.
“طريق خاص”
وقال جينبينغ خلال لقاء افتراضي مع باشليه:
“يجب عدم تسييس قضايا حقوق الإنسان واستغلالها أو الكيل بمكيالين” بشأنها.
وأضاف:
“كل دولة لديها وضع مختلف” يعتمد على تاريخها وثقافتها وتطورها الاقتصادي.
وتابع:
“بالتالي لديها طريق للتطور في مجال حقوق الانسان يجب أن يتوافق مع ظروفها الوطنية”.
وقال الرئيس الصيني:
“ليس هناك +دولة مثالية+ في مجال حقوق الإنسان”.
ما أورده التلفزيون الصيني الرسمي عن اللقاء الافتراضي لم يأت على ذكر شينجيانغ في أي وقت.
وباشليه هي أول مسؤول حقوقي أممي يزور الصين منذ 2005.
وتجري هذه الزيارة بعيدا عن الاعلام حتى الآن لأن الوفد الأممي وضع ضمن فقاعة صحية تبقيه بعيدا عن الصحافة الاجنبية بسبب الوضع الوبائي في الصين.
لم تنشر أي تفاصيل حول الأماكن المحددة التي ستزورها باشليه ما يثير تساؤلات حول حرية حركتها على الارض عمليا.
“كذبة”
كان يفترض ان تزور باشليه التي تواجدت الثلاثاء والاربعاء في شينجيانغ، عاصمة المنطقة أورومتشي التي شهدت في السابق عدة اعتداءات استهدفت مدنيين.
ستزور باشليه أيضا مدينة كاشغار الواقعة في جنوب المنطقة حيث العدد الكبير من الأويغور وحيث أشارت تقارير الى أن الحملة الأمنية كانت صارمة فيها.
وأتت زيارة باشليه ثمرة مفاوضات استمرت سنوات مع بكين حول شروط زيارة المفوضة الأممية إلى شينجيانغ.
بحسب مكتبها ستجري مباحثات مع أفراد من المجتمع المدني يعملون على حقوق الإنسان.
يحض الأويغور في الشتات وجمعيات حقوق الإنسان رئيسة تشيلي السابقة على عدم الانجرار إلى عملية دعائية من قبل النظام الشيوعي.
وأعربت الولايات المتحدة الثلاثاء عن استنكارها بعد تسريب بيانات صينية حول القمع ضد أقلية الأويغور المسلمة في الصين.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية نيد برايس معلقا على الملفات المسربة المنسوبة إلى الشرطة الصينية:
“إننا نستنكر هذه المعلومات وهذه الصور الصادمة”.
لطالما نفت بكين وجود هذا العدد من الأشخاص في المراكز مندّدة بما تعتبره “كذبة القرن”
ومؤكّدةً أن هذه المعسكرات هي في الواقع “مراكز تدريب مهني” تهدف إلى محاربة التطرف الديني، بعد سلسلة هجمات دامية في المنطقة.
إقرأ أيضاً: