اختتمت قمّة مجموعة الدول الصناعية السبع الكبرى أعمالها في كوروال البريطانية،
وأصدرت بياناً ختامياً أمس، يضم انتقادات بحق الصين، ويدعو لمواصلة التحقيق الدولي لمعرفة منشأ فيروس كورونا،
وإقامة علاقات مستقرة وقابلة للتنبؤ مع روسيا، وطالبتها ب«وقف أنشطتها المزعزعة للاستقرار»،
وفيما وافقت المجموعة على خطة صندوق النقد لمساعدة الدول المتضررة من «كوفيد 19» ببضع مئات الملايين من الدولارات،
حدث انقسام بين دول المجموعة بخصوص تخصيص 100 مليار دولار من حقوق السحب الخاصة في الصندوق لمساعدة الدول الفقيرة.
نص البيان الختامي على دعوة الصين إلى:
«احترام حقوق الإنسان والحريات الأساسية» في منطقة شنجيانج ذاتية الحكم، التي تقطن فيها أقلية الأويجور،
إضافة إلى الحقوق والحريات والدرجة العالية من الحكم الذاتي الممنوحة إلى هونج كونج بموجب الإعلان الصيني-البريطاني المشترك، والقانون الأساسي المحلي.
كما شددت قمّة السبع على أهمية ضمان السلام والاستقرار في مضيق تايوان،
وشجعت على التسوية السلمية لجميع المسائل العابرة لهذا المضيق.
كما أعربت أيضاً عن قلقها البالغ المستمر إزاء الوضع في بحري الصين الشرقي والجنوبي،
مبدية معارضتها الحاسمة لأي خطوات أحادية الجانب ترمي إلى تغيير الوضع القائم وزيادة التوترات هناك.
التحقيق في منشأ «كورونا»
كما دعت الدول السبع إلى إجراء المرحلة الثانية من الدراسة التي تجريها منظمة الصحة الدولية
بهدف معرفة منشأ فيروس كورونا المستجد، في الوقت المناسب، وبشكل شفاف، واستناداً إلى القاعدة العلمية،
مشيرة إلى ضرورة أن يشمل هذا التحقيق الصين، حسب توصيات الخبراء.
وكان مصدر دبلوماسي قال إن:
بعض الخلافات برزت بين دول المجموعة خلال تنسيق البند المتعلق بالصين في البيان الختامي،
حيث أصرت اليابان على اتخاذ موقف أشدّ صرامة إزاء الصين.
منافسة الصين بقوة
من جانبه، أكد الرئيس الأمريكي، جو بايدن، امس الأحد:
أن صندوق البنى التحتية العالمي الذي أعلن عنه قادة مجموعة الدول السبع سيكون «أكثر إنصافاً بكثير» من «مبادرة حزام وطريق» الصينية،
داعياً بكين لاحترام المعايير الدولية. وقال بايدن في أعقاب قمة المجموعة التي انعقدت في انجلترا،
إن مشروع الدول الصناعية السبع الذي أطلق عليه «إعادة بناء العالم بشكل أفضل»
لتطوير البنى التحتية في الدول النامية يعد «التزاماً بالغ الأهمية».
وتابع «على الصين أن تبدأ التصرف بشكل أكثر مسؤولية في ما يتعلّق بالمعايير الدولية المرتبطة بحقوق الإنسان والشفافية».
سخرية صينية من بيان قمّة السبع
من جهتها، حذّرت الصين امس ، زعماء مجموعة السبع من أن الأيام التي كانت تقرر فيها مجموعة «صغيرة» من الدول مصير العالم قد ولّت منذ فترة طويلة،
مهاجمة دول المجموعة التي سعت لاتخاذ موقف موحد للتصدي للصين.
وقال متحدث باسم السفارة الصينية في لندن:
«لقد ولّت الأيام التي كانت تملي فيها مجموعة صغيرة من الدول القرارات العالمية».
وأضاف:
«نعتقد دائماً أن الدول، كبيرة كانت أم صغيرة، قوية أم ضعيفة، فقيرة أم غنية، متساوية،
وأنه يجب معالجة الشؤون العالمية من خلال التشاور بين كل الدول».
مواجهة روسيا
طالبت مجموعة قمّة السبع روسيا ب«وقف أنشطتها المزعزعة للاستقرار»، بما في ذلك التدخلات، ودعتها إلى احترام حقوق الإنسان،
متوعّدة ب«محاسبة» المسؤولين عن تنفيذ هجمات إلكترونية انطلاقاً من الأراضي الروسية.
وأعلن قادة دول المجموعة في البيان الختامي للقمة «ندعو روسيا إلى إجراء تحقيق عاجل،
وإلى تقديم شرح ذي مصداقية وإعطاء توضيحات ذات مصداقية حول استخدام أسلحة كيميائية على أراضيها،
وإلى وضع حد للقمع الممنهج للمجتمع المدني ولوسائل الإعلام المستقلة،
والى كشف المسؤولين عن شن هجمات إلكترونية بواسطة برمجيات الفدية من داخل أراضيها».
اليوم الختامي
وكان زعماء بريطانيا والولايات المتحدة وفرنسا وألمانيا وإيطاليا واليابان وكندا، وكذلك الاتحاد الأوروبي، اختتموا، امس الأحد مشاوراتهم،
بحضور الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريس، وبمشاركة افتراضية لممثلين عن منظمات دولية كبرى،
منها:
- منظمة الصحة العالمية
- البنك الدولي
- صندوق النقد الدولي
- منظمة التجارة العالمية
- منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية
وبحث زعماء المجموعة ملف تغيرات المناخ، واستمعوا إلى إفادة من العالِم، مذيع البرامج الوثائقية البريطاني الشهير، سير ديفيد اتنبرو،
عن البيئة والمحيط ومستقبل كوكب الأرض، ومدى التزام الدول الصناعية بتخفيض نسبة الانبعاثات الحرارية قبل فوات الأوان.
كما تضمنت أجندة اليوم الختامي، امس الأحد، المساعدات العاجلة الواجب تقديمها لدعم الدول الفقيرة، في ظل استمرار جائحة فيروس كورونا.
ورحب البيان الختامي للقمة بخطة صندوق النقد الدولي لتخصيص 650 مليار دولار لمساعدة الدول في مواجهة الجائحة،
والحث على تطبيقها بحلول نهاية أغسطس/آب.
وأشار البيان إلى أن دول المجموعة تدرس خياراتها بخصوص أفضل السبل لإنفاق تلك الأموال.
انقسام بين دول مجموعة قمّة السبع
وقد حاول قادة دول مجموعة السبع حل الخلافات الدائرة بشأن اقتراح لتخصيص 100 مليار دولار من أموال صندوق النقد الدولي لمساعدة دول تعاني في مواجهة أزمة «كوفيد-19».
وحسب المصادر المطلعة لم تساند ألمانيا وإيطاليا إدراج المبلغ في البيان الختامي للقادة.
وكانت المجموعة قالت إنها تدرس تخصيص 100 مليار من حقوق دول المجموعة لمساعدة البلدان الفقيرة في مكافحة جائحة كوفيد.
يذكر أن حقوق السحب الخاصة هي أصول احتياطية للصندوق قابلة للاستبدال بالدولار أو اليورو أو الجنيه الإسترليني أو الين أو اليوان الصيني.
وللدول الأعضاء إقراض نصيبها منها إلى دول أخرى، أو التبرع به.
وقالت رئيسة صندوق النقد، كريستالينا جورجيفان للصحفيين على هامش القمة:
إن دعم مجموعة السبع للخطة مشجع، وتوقعت رسالة واضحة لاحقاً بخصوص أفضل السبل للمضي قدماً، مضيفة أن هدف المئة مليار دولار كان محل نقاش.
وحذرت جورجيفا من:
تفاوت متفاقم في وتيرة التعافي الاقتصادي من جائحة «كوفيد-19» وسط مصاعب تواجهها بعض الدول في الحصول على اللقاحات.
وأبلغت الصحفيين:
«أخذنا نحذر من تفاوتات في التعافي تنذر بالخطر. أحدث البيانات تؤكد أن هذا المنحنى لن يتواصل فحسب، بل سيتعمق».
وأضافت أنها تتوقع أن يكون ارتفاع التضخم مؤقتاً، لكنه أمر لا يمكن التسليم به وأن التضخم في الاقتصادات الناشئة يبعث على أشد القلق.
إقرأ أيضاً: